آخر تحديث :الأحد-30 مارس 2025-07:56م

النجاح والثروة أم القوة والشعارات من يحكم الجنوب؟

الأحد - 23 مارس 2025 - الساعة 09:50 م
د. هزم أحمد

بقلم: د. هزم أحمد
- ارشيف الكاتب



اليمن... أولاً


عم استياء كبير بين أبناء حضرموت بسبب الكلمة التي ألقاها رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي، وأخذ يذكر ما سوف يتفضل به على أبناء حضرموت، وما سوف يعطيهم ويضمن لهم من ضمانات بحسب خطابها الذي ألقاه، وقطع على أبناء حضرموت أي أمل في الحصول على أدنى ضمانات تضمن لهم إدارة ثروتهم وموقعهم الجغرافي المميز ومصالحهم ومستقبلهم، قائلاً إن الجنوب هي حضرموت وحضرموت هي الجنوب، ورفض بحسب متضمن كلامه أي مشاريع حضرمية حتى في أدنى مستوياتها التي تطالب باستقلالية إقليمية في إدارة ثرواتها وسلطاتها.


السؤال الذي يطرح نفسه هنا بعد كلمة رئيس المجلس الانتقالي: من يحكم الجنوب؟ أصحاب النجاح والثروة أم أصحاب القوة والشعارات؟


رئيس المجلس الانتقالي في إحدى مقابلاته السابقة قال: "هذا الفرس وهذا الميدان وهذا السيف"، واضح من جمع كلمات له ومواقف له أنهم يرون أنهم قد نجحوا في مركز زمام الأمور بالجنوب بالقوة، وأصبحوا يمتلكون المعسكرات والمدرعات والعربات العسكرية والرشاشات والصواريخ، وبالتالي بحسب هذا المنطق فإن من يمتلك القوة ويمتلك الشعارات للجنوب وحول الجنوب هو الذي يجب أن يحكم.


محافظة الضالع لا تمتلك أدنى شيء من الثروة التي تمتلكها محافظة أبين التي بجانبها، فما بالك بمحافظة حضرموت عظيمة الثروة.

الحضارم حضارة ونجاح وقيادة وإدارة وثروة، ومن يتصور أنه بامتلاكه القوة والشعارات الرنانة سوف يحكم حضرموت بحسب منطق الكلمة التي ألقاها رئيس المجلس الانتقالي في حضرموت التهديدية والاستعلائية والاستقوائية بالمعسكرات التي يمتلكها رئيس المجلس الانتقالي، فإن لأبناء حضرموت أيضاً كلمتهم ولديهم أيضاً من يدعمهم على المستوى المحلي اليمني والإقليمي.


حضرموت طالما كانت محط أنظار الطامعين الذين يتخذون من الشعارات والوطنية أسلوباً للسيطرة.

وأبناء حضرموت ينظرون إلى ما طرحه المجلس الانتقالي عندما يقول إن الجنوب هي حضرموت وحضرموت هي الجنوب، له منطلقاته الخاصة. فبدون حضرموت لا نفط ولا دعم رأس مال ولا فن ولا دين ولا أي شيء. الضالع أمام حضرموت تكاد تكون نقطة ماء في بحر. الضالع التي لا تمتلك أي إطلالة بحرية ولا ثروة مائية ولا نفطية ولا زراعية، وليس لديها الحضارة والثقافة والنجاح الرأسمالي كالذي مع حضرموت، وبالتالي بالله عليكم من هو أحق بأن تكون له القيادة؟ القوة والشعارات أم النجاح والثروة والحضارة؟