لا تحدثوني عن نزاهة ووطنية الرئيس السابق عبدربه منصور هادي أو الرئيس الحالي رشاد العليمي أو رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي وآخرين من القيادات والمسؤولين، لأنهم جميعهم فاسدون وغير صادقين، والأدلة واضحة كوضوح الشمس في كبد السماء، ومنها غياب الأمن والأمان والاستقرار والازدهار والانتصار، وانتشار الفساد بكافة أنواعه وأشكاله، وحضور الفوضى والعشوائية والعنصرية والأنانية والواسطة في مرافق الدولة التي هي غائبة عن الوجود وغير موجودة.
نعم، أعزائي، لقد أصبحنا نعيش بين غياهيب وهيمنة وجبروت المجلسين الانتقالي والرئاسي، ويا وجع رأسي.
وكلا يغني على ليلاه، ويا عجباه!
اليوم يقولون هادي في المملكة العربية السعودية مريضًا، فيا ليتني لك زائرًا وليس طبيبًا مداويًا، لأخبره بما فعلته بنا دول التحالف العربي، ومنها الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.
وحكاية الأزمة السياسية والاقتصادية وغياب الدولة ومؤسساتها المختلفة، وأيضًا التجنيد والتجييش خارج إطار مؤسستي الداخلية والجيش، وكذا الإقصاء والتهميش الذي يعانيه منتسبو مؤسستي الداخلية والجيش.
فلا تحدثني عن وطنية الرئيس السابق عبدربه منصور هادي أو عيدروس الزبيدي أو رشاد العليمي وغيرهم من حكام وطننا، طالما وهم في الخارج، فتارة في فنادق الرياض، وتارة في فنادق أبوظبي، في سبات نوم عميق، وغير موجودين في قصر معاشيق بعدن، بل خارج الوطن.
فمن نفذ بجلده وهرب من الحرب، فلن يصنع انتصارًا لوطنه والشعب؟
يعيش الحر تحت العز يومًا، ولا تحت المذلة ألف عام.
لو كنت مسؤولًا في المجلس الانتقالي أو المجلس الرئاسي، لقدمت استقالتي لأنه أشرف لي.
فإذا كنت عاجزًا عن تقديم ما يريده مني مواطنو وطني، فما الفائدة من مسؤوليتي؟
لأن المسؤولية أمانة لمن يعرف معنى أمانة المسؤولية.
كيف لا؟
ورسولنا الكريم يقول: "كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته".
كيف لا؟
وعمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يخرج ليلاً ليتفقد أحوال رعيته.
فإذا خرج أحد المسؤولين في وطني ليتفقد أحوال المواطنين، ماذا سيقول كقائد ومسؤول؟
ماذا سيقول، وسعر الريال السعودي والدرهم الإماراتي والدولار الأمريكي لا يساوي شيئًا أمام ريالنا اليمني الهزيل؟
ماذا سيقول لمنتسبي وزارة الداخلية والدفاع، أولئك الذين يعانون صعوبة الأوضاع ومرتباتهم تأتي بعد فترة من الانقطاع؟
بينما هناك تشكيلات مسلحة خارج إطار مؤسستي الداخلية والدفاع، ومرتباتهم بالريال السعودي والدرهم الإماراتي؟
ماذا سيقول كرجل مسؤول عن مستقبل وطنه المجهول؟
وما هي الإصلاحات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والتنموية وغيرها التي سوف يتحدث عنها؟
إذا تحدثنا عن الوزارات والوزراء، فإنها غائبة، ووزراؤها غائبون.
فإذا كانت لدينا مثلًا وزارة الدفاع ووزارة الداخلية ووزارة المالية، تلك الوزارات والمؤسسات السيادية، فأين موقعها مما يحدث؟
وما هو موقف وزرائها مما يجري؟
أقول لأولئك المسؤولين: لا تكذبوا على المواطنين المساكين، وأنتم فاسدون وغير وطنيين، وتبحثون عن وضع الإصلاحات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والتنموية وغيرها.
إنكم تعيشون في أرقى الشقق الفندقية والسكنية، وتمتلكون آخر موديلات السيارات الفارهة، ولديكم ملايين الريالات من العملات الأجنبية، وتأكلون ما لذ وطاب، بينما المواطنين يعانون ويلات الفقر والمعاناة والعذاب.
نحن لا تنقصنا الثروات، فلدينا الكم الهائل من الثروات في وطننا: النفطية، الغازية، المعدنية، السمكية، الحيوانية، النباتية، وغيرهم.
ولكن ينقصنا المسؤولون الأوفياء والشرفاء والمخلصون كمواطنين.
وإلى هنا وكفى، ونأمل أن نجد من يفهم كلامنا ويستوعب رسالتنا.
لكم أطيب تحياتنا وتقديرنا واحترامنا، قراءنا الأعزاء.