يبدو واضحًا للعيان وبالفم المليء أننا سنبقى على هذا الحال لفترة من الزمان في ظل غياب الإصلاحات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والتنموية وغيرها من قبل حكام وطننا الأثرياء، رغم أن الدعم موجود ولكن للأسف الشديد الانتصار للوطن مفقود، يا عزيزي مفقود.
إن حكامنا يا أبناء وطننا لا توجد لديهم العزيمة والإصرار لتحقيق الانتصار.
وهذا إن دل على شيء إنما يدل على ضعف شخصياتهم وتحكم الغير في شؤونهم، والأدلة واضحة كوضوح الشمس في كبد السماء، ومنها:
عدم دمج قوات الانتقالي وقوات الدعم والإسناد وألوية العمالقة الجنوبية ودرع الوطن وغيرها ضمن وزارتي الداخلية والدفاع لتطبيع الأوضاع في وطن ذو آلام.
والعجيب والغريب، عزيزي القارئ الحبيب، أن تلك القوات تستلم مرتباتها بالريال السعودي والدرهم الإماراتي، بينما قوات الشرعية المعترف بها دوليًا تستلم مرتباتها بالريال اليمني، ويا عجباه! حيث إن تلك المرتبات التي يستلمها منتسبو الحكومة الشرعية المعترف بها لا تسمن ولا تغني من جوع، مثل حكومة الدنبوع مع خالص اعتذاري.
نحن نتحدث حول هذا الجانب وليس لنا أهداف أو مآرب، ولكن تعتبر القوات المسلحة والأمن الصمام الأمان لأي وطن.
والدليل على أهمية تلك الوزارتين أعزائنا المواطنين أن أي رئيس لأي دولة يعتبر القائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن. ولهذا ومن هذا المنطلق، نحن ننطق بالصدق ونتحدث بالحق، والحق يقال مهما كانت ردود الأفعال.
فأي دولة ذات نظام وقانون وأمن واستقرار وازدهار واقتصاد وحكامها ذو شجاعة وسيادة وانتماء ووفاء، سيكون لها مكانتها وحضورها ودورها الريادي لدى الدول العظمى، ومنها أمريكا وروسيا وغيرهما.
اليوم المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر وقطر والبحرين وعمان، وتلحق بهم سوريا التي هي في بداية مشوارها بعد الدمار الشامل الذي أصابها، حيث استطاع الرئيس الذي يديرها حاليًا وهو محمد الشرع، وبمساندة تركيا، من إخراج سوريا من أزمتها. هكذا هو ذاك الرجل والإنسان.
حيث أصبحت تلك الدول لها مكانتها لدى الأمريكان. وما زيارة الرئيس الأمريكي الأسبق والحالي لهما إلا دليل على مكانة تلك الدول وزعمائها، رغم أن وطننا اليمني كان أفضل منهم بكثير، ولكن ماذا حل بك يا وطني؟ فلا تبتئس ولا تيأس يا وطني إذا تذكرت معين وسبأ وحمير وفتيان في ذلك الزمان وكيف أصبحت الآن؟
عذرًا يا وطني، لقد تربع على عرشك أولئك المسؤولون الفاسدون، ولكن سيأتي النبأ اليقين من أولئك الثائرين ولو بعد حين.
نحن نذكر لعل الذكرى تنفع أولئك المسؤولين الفاسدين وتؤكد لهم أن رئيس دولتنا المعترف به شرعيًا والمنتخب من الشعب، وهو عبدربه منصور هادي، يقيم في دولة آل سعود وغير موجود على الوجوه، وعلى دربه تمشي حكومة المجلس الرئاسي مع خالص اعتذاري. فهل يصحو حكامنا من سبات نومهم العميق، أيها الصديق والرفيق؟
نحن نعيش، أيها الشعب، في وطن لا يمكن أن يزدهر ويتطور، وسنبقى على هذا الحال طالما ونحن نفتقد في هذه البلد للنزاهة والشفافية وعدم الإحساس بالمسؤولية وغياب الرجالات الوطنية المخلصة النزيهة الشريفة. فإذا فسد الحاكم، فمن يصلح حال البلد؟
نحن نمتلك مسؤولين فاسدين جلبوا لنا كمواطنين الألم والوجع والفقر المدقع والفوضى والأزمات، وأصبحوا مع اعتذاري ريموت كنترول بيد المملكة العربية السعودية والإمارات. وإلى هنا وكفى، ونأمل أن نجد من يفهم كلامنا ويستوعب رسالتنا. ولكم خالص تحياتنا وتقديرنا قرائي الأعزاء.