آخر تحديث :الثلاثاء-01 أبريل 2025-05:13ص

رمضان.. شهر العتق من النار

السبت - 08 مارس 2025 - الساعة 01:28 م
د. قاسم الهارش

بقلم: د. قاسم الهارش
- ارشيف الكاتب


يحل علينا شهر رمضان بنوره وبركاته، حاملاً معه فرصة عظيمة لمن أراد النجاة والفوز برحمة الله. هو شهر تتغير فيه الأقدار، وتتنزل فيه رحمات لا حصر لها، وتصفد فيه الشياطين، وتفتح أبواب الجنة، وتغلق أبواب النار، وينادي مناد "يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر".


رمضان ليس مجرد شهر للصيام عن الطعام والشراب بل هو موسم للتوبة وميدان للسباق نحو مرضاة الله. فيه تسمو الأرواح وتصفو النفوس وتعود القلوب إلى بارئها تائبة مستغفرة، تتلمس العتق من النار، ذلك الوعد الرباني الذي يناله أهل الاجتهاد والإخلاص.


الرحمة والمغفرة،بشائر العتق في رمضان

من أول لحظة في رمضان تتجلى رحمة الله، وقد جاء في الحديث "أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار". فمن اجتهد في بدايته نال الرحمة، ومن ثابر في أوسطه كتب له المغفرة، ومن أخلص في آخره كان من عتقائه. فكيف يضيع المسلم فرصة كهذه، وأبواب السماء مفتوحة والدعوات مستجابة.


ليست من ليلة تمر في رمضان إلا وقد كتب الله فيها عتقاء من النار، قال النبي صلى الله عليه وسلم "ولله عتقاء من النار، وذلك في كل ليلة". مشهد عظيم تعجز العقول عن إدراكه، حين يتفضل الله برحمته ويعتق رقاباً كانت مهددة بالعذاب. فأين نحن من هذه الليالي! وهل سنتركها تمر دون أن نسعى لنكون من أهلها..


السبيل إلى العتق من النار يبدأ بالإخلاص لله في كل عمل كالصيام والقيام قال النبي صلى الله عليه وسلم "من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" وكذلك الذكر وقراءة القرآن فهو شهر القرآن، والتقرب إلى الله بآياته نور للقلب.

الدعاء بصدق فهو مفتاح العتق، قال النبي صلى الله عليه وسلم "ثلاثة لا ترد دعوتهم، وذكر منهم الصائم حتى يفطر".

فالصدقة تطفئ غضب الرب، وأحب الأعمال إلى الله إدخال السرور على قلوب الناس.


اغتنام ليلة القدر فهي خير من ألف شهر، وليلة تكتب فيها الأقدار، فمن وفق فيها فقد نال خير الدنيا والآخرة.


رمضان ليس مجرد أيام تمضي بل هو فرصة ربانية يكتب فيها أقدار العباد، ويرفع فيها أقوام، ويعتق آخرون. فلتكن هذه الأيام نقطة تحول في حياتنا، نجدد فيها التوبة، ونخلص النية، ونسابق الزمن نحو العتق من النار. فما زالت الأبواب مفتوحة، والرحمات تتنزل، فمن أراد الفوز في الدنيا والآخرة فليغتنمها قبل أن تنقضي أيامها ولياليها.


اللهم اجعلنا ووالدينا من عتقائك من النار في هذا الشهر الكريم، ولا تحرمنا فضلك يا أرحم الراحمين.