آخر تحديث :السبت-29 مارس 2025-06:39م

رمضان صفقة العمر مع الله وربح لا يخسر

الإثنين - 03 مارس 2025 - الساعة 02:50 م
محمد العنبري

بقلم: محمد العنبري
- ارشيف الكاتب


لقد جاءنا ضيف عزيز كريم تحبه جميع الأمم التي تدين بالديانات السماوية وهو موسم التجارة الرابحة وفيه تعقد الصفقات التجارية وكل تجارة غايتها الربح وزيادة رأس المال والتجار يفكرون ليل نهار ويحسبون ألف حساب لتكون تجارتهم تحقق ربحا كثيرا ولكن هذا الربح قد يكون وقد لا يكون.

فيا تجار الدنيا تعالوا تاجروا تجارة أرباحها كبيرة جدا وربحها مضمون ليس فيها خسارة أبدا وبدون رأس مال ورأس مالها الوحيد هو الإيمان وما ينتجهُ هذا الإيمان من حب للآخرين من جود على الفقراء والمساكين من صفاء النفس من بعد عن الأحقاد والأضغان.

وإذا تحققت هذه الصفات الطيبة عند ذلك يكون جنْي الأرباح الهائلة إنها مغفرة من الله إنها جنات تجري من تحتها الأنهار فهنيئًا لكم يامنْ سلكتم طريق هذه التجارة الرابحة في موسم رمضان فضعوا أيديكم في يدي الله الذي يعطي هذا الربح الغزير وذلك للتجار الصادقين المخلصين.

رمضان ليس شهر الصيام فقط وليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب بل هو موسم الطاعة والقرب من الله هو شهر القرآن والقيام والتوبة هو فرصة ذهبية لملء الصحائف بالحسنات ومضاعفة الأجور هو ميدان السباق بين المؤمنين نحو مرضاة الله فمن فاز فقد سعد ومن خسر فقد ضاع عمره في لهو الدنيا.

في رمضان تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النيران وتنزل الرحمات وتتنزل البركات فمن لم يغتنم هذه الأيام المباركة فقد أضاع فرصة ثمينة لا تعوض إنها تجارة مع الله تجارة لا تحتاج إلى رأس مال ولكنها تحتاج إلى قلب مؤمن ونفس طاهرة وعمل صالح وسريرة نقية إنها تجارة قائمة على البذل والعطاء على الإحسان إلى الخلق على مساعدة المحتاجين على بر الوالدين وصلة الأرحام والصفح عن المسيئين.

فيا أيها الساعون إلى الربح العظيم هلموا إلى موائد الرحمن هلموا إلى الصلاة والذكر والتسبيح هلموا إلى القرآن هلموا إلى تفطير الصائمين هلموا إلى الصدقات هلموا إلى قيام الليل فكل هذا هو رأس المال الحقيقي الذي يبقى وكل هذا هو الاستثمار الذي لا يعرف الخسارة.

ربح الدنيا زائل وأموالها تفنى وأرباحها قد تذهب في لحظة ولكن أرباح التجارة مع الله باقية كنوز لا تفنى ودائع محفوظة فهل من عاقل يدرك هذا؟ هل من تاجر يتاجر مع الله في هذا الموسم العظيم؟ هل من قلب يخشع ويتوب ويعود إلى مولاه؟

الفرصة ما زالت قائمة والباب مفتوح والربح مضمون فلا تتردد ولا تتأخر ولا تؤجل فالأيام تمضي سريعًا ورمضان ضيف عزيز يوشك أن يرحل فاغتنم أيامه ولياليه وكن من الفائزين في هذا السباق العظيم وكن من الذين كتب لهم الربح الذي لا يخسر والمغفرة التي لا حدود لها والجنة التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر

اللهم اجعلنا من المقبولين في هذا الشهر الكريم اللهم اجعلنا من أهل التجارة الرابحة اللهم تقبل صيامنا وقيامنا وسائر أعمالنا واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين وارزقنا الفوز برضاك والجنة وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.