آخر تحديث :الأحد-30 مارس 2025-09:57ص

نحن أحق منهم بالوطنية

الثلاثاء - 25 فبراير 2025 - الساعة 03:36 م
د. هزم أحمد

بقلم: د. هزم أحمد
- ارشيف الكاتب


بعد أن راهنوا على أنهم سوف يدخلون إلى صنعاء تحت غطاء طائرات دعم التحالف الأمريكي الإسرائيلي الذي كانوا يتوقعونه بعد قيام الحوثيين بعمليات دعم المقاومة الفلسطينية في البحر الأحمر، وكنا نقول لهم: لا تراهنوا على هذا الشيء، راهنوا على الواقع الوطني الذي يقول لنا وللجميع: كلنا أبناء اليمن ولا يمكن لأحد أن يستثني أحداً، وكلنا في سفينة واحدة. وقد قلتها مراراً: اليمن أولاً.


اليوم، عندما شعروا أن الواقع الذي أمامهم هو تماماً ما قلته لهم في عدة مقالات من قبل مجيء ترامب، ولكنهم اليوم صدقوه عندما جاء ترامب، وشعروا بالاستراتيجية الجديدة للإدارة الأمريكية، وهي إغلاق ملفات الصراع في المنطقة.


اليوم، بعد أن رأوا أن السعودية تنجح في استضافة لقاءات تقريب وجهات النظر بين أعظم دولتين في العالم، أمريكا وروسيا، وهذا كله سوف ينعكس على كل الملفات بما فيها ملف اليمن، اليوم، بعد أن رأوا أن الرئيس ترامب لا ينوي الدخول في مواجهة مع إيران، اليوم، بعد أن تأكدوا تماماً مما كنت أقوله لهم، فإنهم يدركون أن الواقع مفصل على ما يقال. فلا يمكن القضاء على المجلس الانتقالي، ولا يمكن للمجلس الانتقالي أن ينال طموحه السياسي بحسب تصوره له، وهو الانفصال التام في دولتين منفصلتين. كل هذا الكلام كنت أقوله لهم.


اليوم، بعد أن تأكدوا أن هذا هو الواقع الجديد، وأن هناك مرحلة جديدة لتسوية الأمور سوف تنعكس على اليمن، وهذا يعني تغييرات جديدة وتعيينات جديدة.


نجدهم يتحركون بسرعة هنا وهناك، عند هذا الشيخ، وعند هذا الوزير، وعند هذا المسؤول، وعند هذه الدولة، وعند هذا الأمير، وعند هذا الملك، بما يحمله كل طرف منهم من وجهات نظر ومشاريع شخصية، مناطقية، حزبية، انتهازية، انتفاعية، لترتيب أوضاع أنفسهم وأصحابهم وأصدقائهم. وعندما تعود إلى الأشهر القليلة وتقرأ في مواقفهم السياسية، سواء كانت عبر تصريحات أو ما يكتبونه أو ما يقولونه أو ما يتحركون به، لا تجد لهم من صورة سوى أنهم غير مؤهلين فكرياً ووطنياً، والبعض منهم أكاديمياً، لأن يكونوا على مستوى المسؤولية. فقد كانوا بالامس القريب يتصورون مشهداً وشكلاً وحلولاً خارج سياق ما كنت أقوله لهم.


البعض يتصور أن أمريكا ستغضب من إسرائيل، وأن إسرائيل سوف تقوم بدعمهم من خلال الدعم الجوي. فهذا يعود إلى صنعاء، وهذا يعود إلى عدن، وهذا يعود إلى تعز، وهذا يعود إلى مأرب، وهذا يسيطر على هذه الوزارة، وأولئك يتمكنون من تعزيز نفوذهم في هذه المؤسسة أو غيرها.


اليوم، بعد أن تأكدوا أنه لا يوجد حل عسكري لليمن، وإنما حل سلام، نسوا كل ما كانوا يقولونه ويتحدثون عنه ويتمترسون ضده، وتحركوا عبر لوبياتهم الحزبية والمناطقية والسياسية والانتفاعية، كل بحسب علاقاته واتصالاته، للدفع بأصحابهم وأشخاصه لتعزيز فرصة الحصول على منصب هنا، أو وزارة أو إدارة.


نحن أحق منهم، بعد فضل الله سبحانه وتعالى، بالحصول على هذه الفرصة المسؤولة والشرف الوطني لقيادة مرحلة جديدة من مراحل الوطن اليمني. نحن لا نشعر بخجل من المطالبة بأن نكون، إن شاء الله، ضمن شرف هذه المرحلة الجديدة الوطنية المسؤولة. بفضل الله، إن شاء الله، أفضل من غيرنا. فاكاديمياً، المرتبة العالمية في درجة الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى، ورصيد وطني أخلاقي في خدمة الطلاب اليمنيين في القاهرة وذوي الاحتياجات الإنسانية من المرضى وعابري السبيل. وموقف فكري سياسي وأخلاقي وإنساني تمثل في سلسلة ما كتبناه خلال هذه الأشهر التي كنا فيها، بفضل الله وتوفيقه، على مستوى من الوسطية والحكمة الوطنية التي عبرت عن اليمن أولاً، دون إقصاء أحد