تظل محافظة أبين إحدى الركائز الوطنية التي لعبت أدوارا محورية في مختلف المحطات التاريخية التي شهدها اليمن إذ كانت دائما حاضرة في ميادين السياسة والعسكرية والأمن مقدمة التضحيات الجسام في سبيل الوطن ومع تعقيدات المشهد الراهن أصبح من الضروري إعادة قراءة دور أبين بعيدا عن التهميش والإقصاء واستعادة مكانتها كفاعل رئيسي في صياغة مستقبل اليمن.
لم تكن أبين مجرد محافظة بل كانت مصنعا للقادة وصانعي القرار وسدا منيعا في وجه المشاريع الهادفة إلى تمزيق النسيج الوطني. لم تتخلف أبين يوما عن تقديم الشهداء في معارك الدفاع عن القضايا الوطنية ما يجعل أي محاولات لتحجيم دورها أمرا غير مقبول بل يهدد استقرار الوطن برمته.
إن استمرار الخلافات والصراعات بين القيادات العسكرية والأمنية والسياسية في أبين لا يخدم إلا أعداء الوطن ويضعف موقف المحافظة في مرحلة حساسة تتطلب وحدة الصف ورص الجهود واليوم أكثر من أي وقت مضى يحتاج أبناء أبين إلى تجاوز الحسابات الضيقة والانتصار للمصلحة الوطنية لأن استقرار أبين يعني استقرار الوطن.
رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها المحافظة إلا أن تجاوزها ليس مستحيلا إذا ما توحدت الجهود وعادت أبين إلى موقعها الطبيعي كرقم صعب في معادلة التوازن السياسي والعسكري. المطلوب اليوم هو تجاوز الخلافات والعمل بروح الفريق الواحد لإعادة الاعتبار لأبين وتعزيز حضورها في المشهد الوطني كقوة لا يمكن تجاوزها.
إن اللحظة الراهنة تفرض على جميع الأطراف في أبين مسؤولية تاريخية تستدعي لم الشمل وتوحيد الموقف فالمحافظة ليست مجرد مساحة جغرافية بل هي بوابة النصر والعامل الحاسم في تحقيق التوازن الوطني. تجاهل دورها أو السعي لتهميشها لن يخدم أحدا بل سيزيد المشهد تعقيدا. وحدها وحدة أبناء أبين كفيلة بإعادة رسم مستقبلها وجعلها كما كانت دائما في طليعة الفاعلين في المسار الوطني.
حفظ الله أبين وأهلها الكرام، ووحد الله كلمتكم وصفوفكم.