يقول اهل الفصاحة والبيان ماسمعنا احدا إلا وحكمنا عليه بعد حديثة فان افصح واثلج صدورنا واعاننا علئ قراءة حديثه أو الاستماع إليه فقد صنع لنفسه هيبة في قلوبنا لانه اسحرها بيان وفصاحة
وقال بعض أهل العلم أن كل قولا فصيحا يعمل بالعقل مايعمله السحر فهو محرم لان الاحكام بالشرع تدور بعللها فاذا حرم الخمر بسبب تعطيل القوة العقلية بالتفكير وابداء الراي فمايعمله البيان والفصاحة مثل مايعمله الخمر أن كان له صدئ وتاثير بتكبيل القدرات العقلية
فالقاضي أن تخاطبه بلفصاحة والبيان يضعف قوته علئ الاستدراك والالتزام فيقضي بغير مايستدام فان مبلغ البلاغة والفصاحة قد اخلت بالعقل فهي من جنس الخمر كمايقول بعض العلماء
وهكذا ضن الكفار لماسمعوا الذكر لرسول عليه الصلاة والسلام انه لمعلم مجنون
وفي هذا حجة تفيد قوة الدلالة بالفصاحة والبيان والاعجاز في قول صاحب الجلالة لانهم لم يسمعوا مثل جمال وحلاوة القرآن ولم يستطيعوا إلا أن يسمعوه فكل من سمع اية من الكفار لم يقاطعها ابدا ولم يعارضها حتئ يعود لدار الكفر
وفيها هذا حجة داحضة أيضا علئ كل ضعف حجتهم بالحاق صفة الجنون وصفة المتعلم التي لاتجتمع اطلاقا وهنا منع وجوبي من امتزاج الصفتين لأن المجنون لايتعلم ابدا ولكن قوة البيان العظيم بالقرأن الكريم هو اهم عناصر الاعجاز القرأني
لكن الأصل أن البلاغة ليست سحرا وان مااوردناه من الرأي فيه انماهو تعظيم لقوته وشدة تأثيرها ولن يتوقع أن تصل البلاغة لحد تعطيل العقول وخاصة ادا ما كانت من منطق من البشر
اللهم افصح الستنا واشرح قلوبنا لمنطق البلاغة والبيان ففيها من النفع مالايراه إلا من اجاذها فعلموا ابناءكمها