آخر تحديث :الأحد-22 ديسمبر 2024-02:08م

إلى تجار الحروب في اليمن .. كفّوا عن تجارتكم القذرة !

الأحد - 22 ديسمبر 2024 - الساعة 06:36 ص
اللواء الركن سعيد الحريري

بقلم: اللواء الركن سعيد الحريري
- ارشيف الكاتب



اليمن، ذلك البلد الذي كان يُعرف يومًا بـ”اليمن السعيد”، أصبح اليوم ساحة للدمار والخراب بسبب حروب عبثية أشعلها تجار الحروب الذين لا يرون في معاناة الشعب سوى وسيلة لتحقيق مكاسبهم الشخصية.


كفى!


لقد دفع اليمنيون أثمانًا باهظة من دمائهم وأرواحهم، وتحولت حياتهم إلى مأساة مستمرة بسبب جشع فئة لا تعرف سوى لغة السلاح والمتاجرة بالأزمات. فهل يكفي هؤلاء ما حلّ بالبلاد من مجاعة وأوبئة ونزوح؟ أم أنهم ما زالوا يرون في هذا الدمار فرصًا للاستثمار في الحروب؟


الحرب كسلعة في أيدي الانتهازيين


منذ سنوات، واليمن يعيش في دوامة صراعات مفتعلة تقودها أطراف داخلية وخارجية تتنافس على النفوذ والثروة. تحولت الحرب إلى سوق سوداء تُباع فيها الأسلحة، وتُشترى فيها الذمم، وتُنهب فيها ثروات الشعب تحت شعارات زائفة تُخفي وراءها أطماعًا لا تنتهي.


أمراء الحرب والمتنفذون في الداخل والخارج تاجروا بدماء الأبرياء، وتركوا اليمن يواجه أسوأ أزمة إنسانية في العالم. بينما يتضور الأطفال جوعًا، تُبنى القصور وتُملأ الحسابات البنكية بأموال الفساد وتهريب السلاح وبيع الوقود في السوق السوداء.


اليمن يستحق السلام لا الحرب


كفى استغلالًا لأوجاع الشعب اليمني! اليمن بحاجة إلى سلام حقيقي يعيد إليه استقراره ووحدته. السلام الذي يوقف نزيف الدم، ويفتح أبواب التنمية، ويعيد النازحين إلى بيوتهم، ويُعيد للأطفال مدارسهم وأحلامهم المسلوبة.


إن من يُصرّ على استمرار الحرب هو عدو للشعب، سواء رفع شعار الدين أو القومية أو أي شعار آخر. اليمنيون اليوم يُدركون أن ما يجري هو تجارة قذرة، يدفعون ثمنها غاليًا كل يوم، وقد آن الأوان لوضع حد لهذه المهزلة.


رسالة إلى تجار الحروب


إن دماء الأبرياء لن تذهب هدرًا، وسيسجل التاريخ كل من تسبب في إغراق اليمن في مستنقع الفوضى والدمار. فالحساب قادم، والعدالة ستأخذ مجراها، ولن يُمحى سجل الجرائم التي ارتُكبت بحق هذا الوطن الجريح.


كفّوا عن تجارتكم القذرة، وضعوا سلاحكم، واتركوا لليمن فرصة للحياة والسلام. فقد تعب اليمنيون، ونزف الوطن بما يكفي.


الوطن أكبر من مكاسبكم، والسلام أعظم من طموحاتكم الأنانية.

اللواء ركن : سعيد الحريري