مقال الأستاذ مقراط يُسلط الضوء على حالة الحراك السياسي في الجنوب، مُبرزًا ملاحظات جوهرية حول أداء المجلس الانتقالي الجنوبي، والقيادة الحالية، ومستوى الاستجابة لتطلعات المواطنين. بأسلوب صريح ومباشر، يضع الكاتب النقاط على الحروف، محذّرًا من أن الشعارات وحدها لم تعد كافية في مواجهة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها الشعب الجنوبي.
أهم النقاط التي تناولها المقال
1. المجاملات السياسية داخل المجلس الانتقالي:
لاحظ الكاتب أن اللقاء كان مُوجهًا نحو تمجيد قيادة الانتقالي، وخاصة الرئيس عيدروس الزبيدي، وهو ما اعتبره محاولة لتلميع الصورة بدلًا من الاعتراف بالأخطاء والقصور.
2. الأوضاع الإنسانية المتدهورة:
رغم الإشارة إلى معاناة المواطنين من انهيار الخدمات والعملة، لم يُقدّم اللقاء أي حلول عملية أو التزامات واضحة لمعالجة الأزمات المتفاقمة، مما يعكس غياب الرؤية التنفيذية لمعالجة القضايا الملحّة.
3. النقد البناء للإصلاح:
انتقاد الكاتب لدعوة الغريب لتخفيف النقد تجاه الانتقالي يُبرز أهمية استمرار الضغط الشعبي والإعلامي كأداة إصلاحية تهدف إلى تصحيح المسار بدلًا من التغطية على الفشل أو التهرب من المسؤولية.
4. التقييم الذاتي للمجلس الانتقالي:
يدعو الكاتب الانتقالي إلى إجراء تقييم موضوعي لمسيرته خلال السنوات الثماني الماضية، والتساؤل عن الإنجازات المحققة مقارنة بالوعود التي أُطلقت بشأن استعادة الدولة وتحقيق الاستقرار.
5. الابتعاد عن الإقصاء والمحسوبية:
يُطالب الكاتب بوقف الممارسات الإقصائية والمحسوبية ونهب الممتلكات، محذرًا من أن استمرار هذه السياسات قد يقوّض أي مشروع وطني حقيقي.
6. دعوة للعمل الملموس بدل الشعارات:
يُشير المقال إلى أن الناس لم تعد تحتمل المزيد من الخطابات الرنانة، بل تبحث عن نتائج ملموسة تُحسّن من أوضاعهم المعيشية وتُعيد لهم الأمل في المستقبل.
المضمون السياسي العميق
المقال يُعبّر عن رأي قطاع واسع من المواطنين الذين يشعرون بالإحباط من الأداء السياسي الحالي، سواء من المجلس الانتقالي أو من بقية الأطراف الفاعلة. وهو دعوة صادقة لإصلاح المسار بدلًا من التمادي في الأخطاء أو الاعتماد على الولاء الحزبي والمناطقي كمعيار للنجاح.
الرسائل الضمنية
1. الواقعية السياسية: ضرورة مواجهة الحقائق والاعتراف بالأخطاء بدلًا من محاولة تبريرها أو إخفائها.
2. أولوية الملف الإنساني: معالجة أوضاع المواطنين يجب أن تكون في مقدمة الأولويات، بعيدًا عن الخطابات السياسية المجردة.
3. التوازن بين النقد والبناء: النقد الهادف يجب أن يُؤخذ كأداة للإصلاح، وليس كتهديد للمشروع السياسي.
4. مساءلة القيادات: الشعب من حقه أن يُطالب بقيادات قادرة على تقديم نتائج ملموسة، وليس الاكتفاء برفع الشعارات التاريخية.
الخلاصة
مقال الأستاذ مقراط يُمثل صرخة تحذيرية للمجلس الانتقالي وللقيادات الجنوبية بشكل عام. إنه يُذكّرهم بأن الوقت ليس في صالحهم، وأن الشعارات لم تعد تكفي لإقناع الشارع الجنوبي الذي يبحث عن عمل ملموس يُغيّر واقعه البائس.
المقال يُبرز أهمية النقد البنّاء والاعتراف بالتحديات، كخطوة أولى نحو الإصلاح الحقيقي، ويُحذر من أن استمرار الوضع الحالي قد يؤدي إلى مزيد من الإحباط الشعبي الذي قد يُهدد مستقبل المشروع الجنوبي برمّته.
الناس تريد أفعالًا، لا أقوالًا… وتنتظر حلولًا، لا وعودًا!
دمت بخير ايها الصادق الصدوق
الكاتب الصحفي علي منصور مقراط