آخر تحديث :الأحد-22 ديسمبر 2024-02:19م

اكتشاف مخطط الدول الغربية الكبرى في اليمن وما يجب على القوى السياسية فعله

السبت - 21 ديسمبر 2024 - الساعة 08:20 م
د. محمد السعيدي

بقلم: د. محمد السعيدي
- ارشيف الكاتب


على اثر النداء الذي سبق وان نشرته لمناشدة القوى السياسية على امتداد الساحة اليمنية للعمل الجاد من اجل احلال السلام العادل والمنصف ونبذ خيار الحرب.

وبفضل الله سبحانه وتعالى اتضح بما لايدع مجال للشك من خلال ردود الافعال ان الشعب اليمني بأغلبية ساحقة صار مع خيار السلام ولا يستثنى من ذلك القوى الرئيسية المشاركة في جبهات القتال باستثناء البعض ممن اتصل بي من مؤيدي هذا الطرف او ذاك.

فالمدافعين عن الشرعية يرون ان الاخفاقات التي منيت بها على امتداد الاعوام السابقة كان نتاج دعم وتماهي دول كبرى واقليمية مع الحوثيين . وحيث ان هذه الاطراف قد تراجعت عن دعم الحوثيين بل وانتقلت الى موقع العداء لهم. فا ان المنطق يحتم عليهم الان الانقضاض على باقي المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحوثيين مستفيدين من الموقف الدولي الجديد والذي سيدعم الشرعية ويوصلها الى مرادها. بل ان البعض وصل به الحماس لحد اعتبار مناشدتي هذه للتلاحم الوطني نحو نهج السلم بأنه يعتبر بمثابة انحياز للحوثيين (انصار الله) لانقاذهم من سقوط وشيك على حد تقديره.

وبالمقابل يرى بعض المدافعين عن الحوثيين (انصارالله) انهم بعد خبرة السنين تعاضمة قوتهم الى درجة بإبمكانهم اكتساح المحافظات التي لا تزال في ضل الشرعية خلال اسبوع الى بضع اسابيع وأنهم قد اعدوا لكل شي عدته ولم تكبلهم سوى الاتفاقيات.

ما بين هذين الرأيين تكمن العديد من التفاصيل وخلفهما قناعات غير صائبة أو غير واقعية تعتمد على ظاهر الاحداث دون التعمق في فهم الخلفيات و الجذور والعوامل التي تولدت هذه الاحداث عنها .

هذا الجهل بدوافع ومحددات او سوء الفهم بمقتضيات السياسة الدولية نحو الدول العربية والاسلامية أو ما يحلوا للبعض باطلاق مسمى الشرق الاوسط ادى الى نهج كلا الطرفين مقاربات قاصرة او غير مناسبة وغير مجدية .

فئه كبيره من انصار الله لا يابهون بما يدور ويحاك في العالم من حولهم يفسرون الامر بمنظور ديني وان ما حققوه يعتبر فتوحات بمباركة وتوفيق الهي .

وفئة اخرى منهم ومن مؤيديهم من الاحزاب الاخرى يرون ان انتصاراتهم نتاج ما يمتلكه من عوامل القوة والوحده وتشرذم او تفرق القوى التي بصف الشرعية.

وعلى العموم في بداية الحرب كان الاغلببة سوى في صنعاء او غيرها من المحافظات ينضرون الى الوضع وكأنه محسوم لصالح الشرعية وخاصة وهم يشهدون السيطرة الجوية وسرعه اكتساح عدن وما جاورها من المحافظات بسرعة ويسر متيقنين ان القوى الدولية والاقليمية متحدة ومجمعة على الانتصار لهادي وشرعيته.

وقد كان هذا الاخير هو الانطباع السائد وبقوة اكبر لدى الدوائر القريبة من الشرعية بل كان ايمان راسخ عندهم . واكثر من ذلك كانوا ينظرون الى الحوثيين على انهم مجرد شرذمة قادمة من الكهوف لا تفقه شي عن ادارة الدولة ومنبوذة من الشعب والعالم ، ولولا ان الرئيس السابق علي عبد الله صالح سلم لهم صعدة وعمران وصنعاء وبقية المحافظات بما فيها من معسكرات لما تمكنت من الصمود. وقد ايد هذا الرئي ان جل القادة الذين كانوا على الواجهه الامامية في عدن وتعز وغيرها على امتداد الجبهة كانوا من المحسوبين الرئيس السابق.

ولما بدأت الاخفاقات تصيب الشرعية كان التفسير جاهز بكل بساطة ان القوى الكبرى تدعم الحوثيين على غرار ما حدث على امتداد الساحة العربية فى العراق ولبنان وسوريا وغيرها حيث تدعم هذه الدول الاقليات الشيعية.

والحقيقة ان قوات الشرعية فى البداية عندما كانت موحدة وبدعم اقليمي ودولي تمكنت من اكتساح مناطق شاسعة بوقت قياسي حتى وصلت الى مشارف صنعاء وسرعان ما تراجعت وخسرة الكثير من المناطق التي كانت قد استولت عليها بمجرد تشرذمها في شكل ميليشيات متناقضة الاهداف والمرامي بسبب ما بدا جليا تغير في سياسات بعض القوى الاقليمية نحو بعض مكونات سياسية ضمن حكومة الشرعية.

وأما الموقف الدولي ممثلا بالدول الكبرى المؤاثرة فقد كان رغم وضوحه وثباته الا ان اي من الطرفين لم يوفق لفهمة على حقيقته فبينما اعتبره الحوثيون ( انصار الله) داعما قويا للشرعية ... تتهمه الشرعية بأنه داعما قويا للحوثيين على غرار دعمهم للاقليات الشيعية فى الدول العربية رغم اضهاره الوقوف في صف الشرعية.

وكل من الطرفين يسوق من المبررات ما يدعم رؤيته وهو محق في ذلك لان كل طرف كان ينظر الى ظاهر مواقف تلك الدول دون ان يبذلوا ادنى جهد لمعرفه العوامل الدافعه لما ظهر من السياسه الدوليه في اليمن.

والحقيقة ان موقف الدول الكبرى الغربية من اليمن هو موقف ايجابي خلافا لما يعتقد الجميع فكلنا يعلم ان الصهيونية العالمية التي تحكم هذه الدول تقف وراء كل المأسي والانتكاسات التي عانا ويعاني منها الوطن العربي والدول الاسلامية فلم يكتفوا بتفتيت الوطن العربي الى دويلات صغيرة لا تتوفر على اي من عوامل القوة والمنعة والحياة الكريمة ويغرز الاسفين المعروف بالكيان الاسرائيلي في اهم بقعة من الجسد العربي بل انهم مستمرين في تنفيذ مخططهم الرامي الى تفتيت المفتت في كل ارجاء الوطن العربي.

هذه حقيقة بديهية في ارجاء الوطن العربي باستثناء اليمن .

فهم يعتبروا انفسهم معنيون بالعمل على انتشال اليمن من حالة الحرب وتمكينها من استعادة الامن والاستقرار والمحافظة على الوحدة الوطنية واعادة الاعمار بل وتمكينها من النهضة والازدهار الاقتصادي.

اعرف ان من الصعب على مواطن يمني او عربي ان يصدق او حتى يقبل ان يفكر بالامر ولكن هذه هي النتيجة التي توصلت اليها نتاج بحث طويل قمت به خلال اكثر من خمس سنوات خلت سيصدر بإذن الله في كتاب بعنوان : ( العوامل الدافعة للسياسة الغربية في الشرق الاوسط ) وسأضطر لنشر اجزاءا من الكتاب التي تثبت هذا الاكتشاف العجيب.

فهم اذا يعملون بجد وبطريقتهم من اجل احلال السلام الحقيقي الامن والمستقر في اليمن والذي لن يتحقق بتقديرهم الا في ظل نظام ديمقراطي لا يستثني احد لان استثناء اي طرف سيكون بمثابة قنبلة موقوته ستشكل مصدر قلق مستقبلي بكل تأكيد وهو ما لا يريده لليمن بالذات حيث يريدونها امنه وموحده .

من هذا المنظور او المقاربة فقط يمكننا تفسير مواقفهم التي كانت تبدو متناقضة وغير مفهومة فقد كانوا يدعمون الشرعية حتى توشك على الاجهاز على صنعاء او الحديدة مثلا فيعملوا على كبح جماح قواتها وهو امر حير الطرفين وكل طرف يتهمهم انهم يقفون ضده لصالح الطرف الاخر.

والحقيقة انهم في اليمن وفقط في اليمن يعملون على اضعاف انصار الله الى الحد الذي يجعلهم يقبلون بالانخراط في عملية سلام تؤادي الى نظام ديمقراطي يقبل بالاخر ويتيح المجال لكل القوى الحية للتنافس عبر صندوق الاقتراع

والموقف ذاته مع الشرعية التي يرمون الى تأهيلها كحاضنة لنظام ديمقراطي لا يستثني احد وليس بالمفهوم الذي لدى الشرعية تحت مصطلح استعادة الدولة.

واذكر عندما كنت نقوم برحلات مكوكية بين صنعاء وعدن والرياض في مساعي لاحلال السلام كان التفائل بسرعة الحسم العسكري لصالح الشرعية يغمر الجميع في كل من عدن والرياض وبالذات في السنوات الاولى بل انهم كانوا يعتبرونه تحصيل حاصل وانها مسئلة وقت .

فقد كان بعض المسئولين من الصف الثاني والثالث الذين عرفوا بمساعينا لاحلال السلام كانوا ينكرون علينا ذلك بإعتبار ان ما اخذ بالقوة لن يستعاد الا بالقوة على حد تعبيرهم ولولا حكمة المسئولين في الصف الاول واهتمامهم بضرورة الاسراع بحقن الدماء لما اتاحوا لنا تلك المساحات من اوقاتهم للتداول وبلورة مسودة الاتفاق الذي كان على وشك ان يوقع في نهايه سنه 2018.

وفي صنعاء بأخر جولة محادثات لي معهم في عام 2020 نفس الشي قوبلت بترحاب منقطع النظير من قبل قاده الصف الاول وشعرت باهتمام بالغ بضرورت الحل السلمي ولكن بعض المسئولين من الصف الثاني والذين قابلتهم لم يتقبلوا الموضوع لانهم حسب تقديرهم صاروا اقوى واقدر معتبرين ان الموضوع صار محسوم وطلبوا مني الانتظار ثلاثة ايام تكون قواتهم قد اكتسحت مأرب اما باقي المحافظات فأمرها ابسط مما تتصور مضيفين ان بامكانهم اكتساحها خلال اسبوع

فقلت لهم للاسف قرائتكم للمشهد سطحية ومجانبة للصواب وتعتمد على واقع ضاهر الاحداث والحقيقة انهم لن يسمحوا لكم باحتلال مأرب ولا غيرها فعندما التقيت بكم في 2018م وكانت صنعاء شبه محاصرة كنتم تشعرون بالضعف وانا حينها من خلال معرفتي ببواطن الامور حول العوامل التي ترسم سياسة الدول الكبرى بالمنطقة كنت على يقين انكم اقوى من الشرعية لانكم حينها وصلتم الى مرحلة الضعف الذي لن تسمح القوى الدولية ان يتدهور اكثر من ذلك

وفعلا حصل ما توقعت فسرعان ما عملت القوى الدولية على تمكينكم من الخلاص من حصار صنعاء واكتساح كل المناطق التي كانت بقبضة الشرعية حتى قرب مأرب وعملت على الحيلولة دون وصولهم الى الحديدة وجمدوا الوضع في كل الجبهات للضغط على الطرفين للوصول الى حل سلمي يضمن حق كل الاطراف او القوى الحية في المشاركة في السلطة الجديدة.

موقف اساءة التقدير هذا من قبل الطرفين يذكرني بحادثة ضريفة حصلت لاحد من الزملاء اليمنيين فور وصولنا لدراسة البكالوريوس في جامعة الكويت في السبعينيات من القرن الماضي عندما دخلت المطعم وكان يعمل بنظام الخدمة الذاتية ولم يكن في اليمن مثل هذا النوع من المطاعم فوقفت بالصف وكان امامي احد الزملاء الذي اخذ صحن الرز مع الدجاج ثم صحن السلطة وفي الاخير صحن فيه تفاح بدل من ان يأخذ تفاحة واحدة اخذ الصحن بما فية من تفاح معتقدا انه من الطبيعي ان ياخذ الصحن تماما زي ما اخذ صحن الرز او صحن السلطه وهو امر اثار الطباخ من الجهه المقابله الذي استغرب هذا الفعل ولم يفهم ان زميلنا لا يعلم النظام الخاص به مثل هذه المطاعم فسرعان ما امسك بالصحن ونظر اليه زميلي فتركه وتقدم الى الامام فلحقه الطباخ وقدم له الصحن طبعا الطباخ يريد ان يأخذ من الصحن تفاحة واحده ولكن زميلي لم يفهم بل امسك بالصحن مرة اخرى ليأخذه بكل التفاح التي فيه وبالمقابل تمسك الطباخ بالصحن وكانت العملية سريعة فشد زميلي الصحن اليه ثم رماه بما فيه من تفاح تجاه الطباخ قائل بلاش صفاط يا شيخ.

نفس المشهد يحصل باليمن فقد قامت الدول الكبرى بدعم الشرعية في القرارات الدولية( مجلس الامن) وبالدعم العسكري حتى مكنتها من الوصول الى مشارف صنعاء والحديدة بهدف احداث توازن قوى لانجاح عملية التفاوض التي رعتها هذه الدول عبر الامم المتحدة ولما شعرت وعبر اياديها بالمنطقة ان الشرعية متمسكة بالحلول الصفرية اي تطمع بكل التفاح سمحت بإضعاف الشرعية حتى اعادتها الى مشارف مأرب واوقفتها على مشارف الحديدة .

هذا الوضع المريح بالنسبة للحوثيين ( انصار الله) جعلهم يسيئوا الفهم ويطمحون للاستحواذ على كامل صحن التفاح.

عدم الفهم او القراءه الخاطئة لسياسة الدولة من قبل الطرفين اطالة عمر المأساه دونما مراعاه لما يعانيه المواطن من مأسي والوطن من تدمير وتشرذم وانحلال.

الجديد الان ان هذه الدول الكبرى قد نفذ صبرهم ولم يعودوا يطيقوا الانتظار والركون على قدرة الساسة اليمنيين بالوصول الى حل سياسي منصف وسريع ولهذا فقد عزموا على اخذ زمام المبادرة وغلق ملف اليمن بأسرع ما يمكن.

وفي تقديري انهم سيعملون على الضغط بكل الوسائل المتاحة لهم على دفع كل الاطراف با تجاه حل سلمي يحفظ حقوق الجميع وفي حال عدم استجابة اي من الاطراف الفاعلة سيقدمون دعم عسكري سخي وغير مسبوق للاطراف الاخرى التي ستتجه باتجاه الحل السلمي لتمكينهم من تحقيق انتصار سريع وحسم نهائي وغير منقوص . وفي تقديري انهم لن يخاطروا بجنودهم على الارض وسيكتفون بتقديم الغطاء الجوي وتوفير كل انواع المعدات والذخائر والدعم اللوجستي وكل متطلبات الحسم السريع دون ان يخاطروا بحياة اي من كوادرهم البشرية بمعنى ان ( الحجر من القاع والدم من رأس القبيلي)

نحن اذا امام ثلاثة بدائل ( سيناريوهات )

الاول : وهو الافضل ان تستجيب كل القوى على الساحة اليمنية لداعي السلم ويجلس الجميع على طاولة المفاوضات للخروج بحل مرضي ومنصف للجميع ويحقق المصلحة العليا لليمن ويمكنها من وضع اسس لنظام يمتلك عوامل الاستمرارية والانطلاق نحو الريادة.

وان تمترس احد الاطراف( الفاعلة ) او لم يستجيب ويبدوا انهم قد تأكدوا ان هذا الطرف يتمثل بالحوثيين( انصار الله) فسيقوموا بتقديم كافة انواع الدعم للطرف الاخر بما يمكنه من تحقيق انتصار خاطف وها نحن نقرأ اخبار عن تشكل تكتل وطني للاحزاب برعاية امريكية .

هذه المرة لن يسمحوا بالتطويل وسيدفعوا كل امكاناتهم لحسم المعارك واغلاق الملف نهائيا وهذا البديل سيحضى بدعم العالم لانه سيحضى باتجاه دعم الشرعية بعد توحيد قواها في جيش وطني واحد. هذا البديل سيكون مأساويا ودمويا وعالي الكلفة بالنسبة لشعبنا فستسيل الدماء اليمنية البريئة بكل جبل ووادي لان كلا الطرفين قد اكتسب خبرات متراكمة وحشدا من وسائل القوة ما يكفي لتدمير البلاد والعباد.

البديل الثالث والاخير. وهو الاسواء والاكثر مأساوية وسيحدث في حالة عدم تمكن الشرعية من تنفيذ قرار دمج كل الوحدات المقاتلة في صف الشرعية دمجها مع القوات المسلحة الرسمية والامن حينها سيدعموا القوات التي في تهامة للسيطرة على محافظة الحديدة وغيرها من المناطق التي تستخدم لاطلاق الصواريخ نحو السفن.

مأساوية هذا البديل من ان عواقبه وخيمة حيث سيئوادي الى اطالة امد الحرب او ما يمكن تسميته بصوملة اليمن حيث سيدخل البلاد في حالة من تناحر الفصائل المسلحة التي لن تبقي ولن تذر .

ايضا بهذا البديل قد لا تستطيع الدول الكبرى منع العدو الاسرائيلي من المشاركة وبتالي تزداد مخاطر ضرب ما تبقى من بنية تحتية لان هذا العدو الغاصب يتعمد الاضرار بمصالح الشعب عكس الدول الكبرى التي تركز على الاهداف العسكرية فحسب ولهذا فاني اهيب بكل القوى الفاعلة بالساحة اليمنية سوى الذي في صنعاء او الذي في عدن والرياض ان يتفاعلوا ايجابيا باتجاه الحل السلمي الذي سيكون ممكن في حالة الارتفاع الى مستوى المسئولية والتنازل للاخر .

فلا انجاز عظيم يمكن تحقيقه بدون تضحيات وان نضحي بجاه او سلطة او مصالح شخصية اهون واعز عند الله سبحانه وتعالى من التضحية بالدماء البريئة وبمقدرات ومكتسبات الوطن.

ففي هذه المرة سينسحب او يتخلا التحالف الاقليمي وسيحل محله التحالف الدولي بكل قضه وقضيضه وعنفوانه وسيتم الحسم بأسرع ما يمكن وسيدفع الثمن شعبنا اليمني الصابر من دماء ابنائه وما بقي من مقدراته ومكتسباته.

في الختام اعيد وازيد الى اولئك الذين يركنون الى قوة ومنعة اليمن اقول لهم يجب تحكيم العقل والمنطق فاليمن فعلا اثبت على مدى التاريخ انه عصي على الغزاة ولكن هذه المرة الموضوع يختلف لن يكون هناك غزو اجنبي يقف الكل صف واحد ضده بل واقع الحال يؤكد وجود شرخ سياسي اجتماعي داخلي واليمن بلد صغير اطراف الصراع فيه ستتلقى دعم خارجي اغلبه سيشد عضد الشرعية اذا توحدة فصائلها تحت مظلة جيش واحد وقيادة دولة واحدة اما اذا لم تستعيد الشرعية وحدتها وكيانها كغيرها من الدول فسيتجه اغلب الدعم لفصيل واحد وستدخل البلاد في مرحلة من التناحر الذي لن يبقي ولن يذر كما سبق ان اسلفنا.