الموقف السياسي الحكيم للقيادة المصرية في كثير من القضايا العربية بعدم الانجرار في حرب مع اي طرف من الاطراف الاقليمية والدولية هو استراتيجية نابعة من خبرة وتجربة وقراءة صحيحة لتاريخ مصر وتجاربها مع الاخرين ويحضرني الحديث الذي يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم بمعنى اذا وجدت هوى متبع واعجاب كل ذي رأي برأيه وشح هالع فعليك بمصلحتك الخاصه وما ينفعك
مصر في فترة من الفترات جربت الدفاع عن الاخرين والتضحية بابنائها ومالها وسلاحها من اجل الاخرين ولكن ذلك لم يعجب كل الاخرين ولم يحقق لمصر سوى التعثر لمصر
بين الحين والآخر نسمع كثير من الكلمات التي يعيد عرضها بعض النشاطات لكل من جمال عبد الناصر رحم الله وانور السادات وايضا حسين مبارك فيما يتعلق باحداث الساعة ونجد ان كثير من كلمات هؤلاء السابقين على مستوى قيادة مصر وعلى مستوى ايضا كثير من المفكرين المصريين نجدها ليس سوى استشرافات وتوقعات وتحليلات صحيحة ودقيقة للمشكلات والحلول على مستوى الامة العربية والاسلامية وقضايا وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والصراع العربي الاسرائيلي
المصريون اكثر الناس فهما بطبيعة الصراع مع العدو الاسرائيلي واكثر الناس حرصا على بقاء الامة العربية متماسكة وقوية والمصريون يدركون جيدا اهميه العمق الاستراتيجيه التي تشكله مصر بعمقها الجماهيري والشعبي الكبير وتاريخ حضاراتها ولكن في الطرف الاخر لا نجد ان الدول المعنيةةبالحفاظ على بقاء مصر قوية خاصة من الناحية الاقتصادية تتصرف كما ينبغي عليها
دعوني أضع النقاط على الحروف الدول الغنية العربية دائما ما تتحدث عن الخطر الذي يهددها بين الحين والآخر وخاصة في العقد الاخير من ايران ويتحدثون عن اهمية مصر وانها بمثابة السند و الذخر الاستراتيجي الذي يمكن الاعتماد عليه في وقت الشدة
اليوم يتحدثون على الهيمنة الامريكية ورغبتهم في التحرر من الهيمنة الامريكيه بارادة عربية مستقلة من خلال الدخول في محور ومسار مؤشرات النظام العالمي الجديد الذي بدا يتخلق بقيادة روسيا والصين ودول اخرى كبرى وهو نظام البريكس
امريكا بمجيء ترامب تهددهم وترامب يقول سوف اعاقبكم اذا ما بعتم واشتريتم النفط او اي شيء اخر لاي دوله اخرى بغير الدولار هكذا بلطجة امريكيه وهم يريدون ان يكون في وضع اقوى امام هذه التهديدات ومثلها وغيرها من اي طرف اخر وخاصه اليوم من اسرائيل التي كشرت على انيابها واظهرت اطماعها تماما مثل ما قال عمرو موسى ان لها اطماع في السعوديه ودول الخليج ويدركون اهمية مصر بالنسبة لهم امام اي تهديدات يتعرضون لها سوى كانت تلك من تركيا او ايران او امريكا او اسرائيل ولكنهم لا يريدون ان يقاسموا مصر ولو الجزء البسيط من الثروة الهائلة للحفاظ على اقتصاد مصر
اذا لم يدرك العرب وخاص الدول الغنيه التي تنفق عشرات المليارات الدولارات على مناسبات فخرية وخيلائية مثل استضافات كاس العالم الذي يمكث فيه المشاركون شهر ثم يعودون الى بلدانهم وتبقى تلك الاصرحة والاعمدة التي انفق عليها عشرات المليارات من الدولارات خاوية على عروشها فقط رغبه في الفشخره والافتخار والخيلا وأهمية مصر ودعم مصر والمحافظة على بقاء مصر قوية ومستغنية من إذلال البنك الدولي وصندوق النقد الدولي فماذا تنتظرون من مصر المسؤولة قيادتها عن 100 مليون وملايين من اللاجئين والتزاماتها تجاه القضايا العربية والاسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية سوى هذه السياسة المتزنة و الحكيمه والعاقلة من الحكومة المصرية بقيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
هزم احمد
كاتب يمني حاصل على
الدرجة العالمية للدكتوراة بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف من الازهر الشريف