منذ بداية عملية السلام وعقد أول جولات المفاوضات والحوار وحتى اليوم ومليشيا الحوثي السلالية تتعامل مع الحكومة الشرعية بكل سخرية وهمجية وتغير سياساتها وتحركاتها بحسب ما تقتضيه مصلحتها الطائفية ، فنشاهدها تهاجم القوات الحكومية في مختلف الجبهات القتالية، وتحاصر مدن الشرعية، وتغلق الطرق المؤدية إليها، وترفض المفاوضات والحلول السلمية كلما توفرت لها القوة والإمكانيات الكفيلة لتحقيق أهدافها الأجرامية، بينما تتوقف عن الخيار العسكري، وتوافق على الحلول السلمية، وتعقد جولات المفاوضات والحوار الدورية كلما ضعفت قوتها وقدراتها العسكرية، وأصابها الفتور والانهيار وبدأت في التراجع والاندحار.
هذه العصابة الخبيثة تجيد المكر والخداع والمراوغة، ولهذا نجحت في خداع الشعب اليمني وحكومتة الشرعية والمجتمع الدولي في كل الاتفاقيات والمبادرات السابقة ابتداءً من المبادرة الخليجية واتفاق السلم والشراكة، ومروراً باتفاقيات الأردن والكويت وعُمان التى أنقلبت عليها وتنصلت عن تنفيذ بنودها، واستفادت من الأوقات المخصصة لها لإعادة ترتيب صفوفها.
إن هذه المليشيا التخريبية لم تنفّذ بنداً واحداً من بنود كل الاتفاقيات السابقة، ولن توفي بأي تعهد من تعهداتها الحالية، ولن تنفّذ أي التزام من التزاماتها اللاحقة، فهي عصابة لا تؤمن بالسلام، ولا بالحرية، والديمقراطية، والجمهورية، ولا تقبل بالمساواة، والشراكة الوطنية ، وإنما تعتبر نفسها صاحبة الحق بالتفرد بالسلطة، والثروة، وتحديد مصير الشعب، وطرق وأساليب الحكم، وتسيير الحياة العامة، ولهذا تعتمد على القوة كأسلوب رئيسي لتنفيذ مشاريعها ومخططاتها التخريبية، ولا تقبل بالحوار والسلام إلا عندما يكون الخيار الأخير لانقاذها من السقوط.
فكيف ستقبل قيادة الشرعية العودة إلي التفاوض مع هذه العصابة الماكرة وهي لم توفي حتى ببند واحد من بنود حسن النوايا؟، فهي لم تطلق الأسرى والمختطفين على أساس الكل مقابل الكل، ولم تفتح الطرقات المغلقة والمقطوعة بين المدن والمديريات والمحافظات، ولم تتوقف عن اختطاف الموظفين، واغتيال المعتقلين، ونهب الإيرادات وموارد الدولة، وأكل حقوق الفقراء والمساكين، وزراعة حقول الألغام، وتغيير المناهج الدرسية، والعبث بهوية الشعب اليمني العربية.
لا بد أن تعلم قيادة الشرعية بأن هذه النبتة الشيطانية العميلة للقيادة الإيرانية لا تقبل بالحوار والسلام إلا عندما تمر بمرحلة الضعف والهوان وعدم القدرة على المواجهة، وأنها تتعامل مع الحكومة الشرعية في كل حوار بكل استهتار وسخرية، وتكرر هذا الأسلوب لغرض المخادعة والمماطلة ثم تتنصل عن كل الالتزامات والتعهدات، وتعود إلى نقطة البداية والمقدمة، دون أن يستفيد الشعب من مسخرة المفاوضات سوى إضاعة الوقت، ومضاعفة المعاناة الإنسانية، وهدر فرص القضاء على عصابة الموت والهلاك الحوثية، وتمديد بقائها لسنوات إضافية.