آخر تحديث :الأربعاء-25 ديسمبر 2024-11:09ص

المخبرون قديما

السبت - 21 ديسمبر 2024 - الساعة 05:35 م
عبدالقادر حاتم

بقلم: عبدالقادر حاتم
- ارشيف الكاتب


حلاق الثورة

قد يفكر الكثير أن المسمى لشخص كان يعمل مع الثوار، ويجز رؤوس الأعداء..

والحقيقة هو اسم صالون حلاقة، كان يرتاده أكثر الأحرار والمشاركين في بداية الثورة، وصار معلماً للجميع، لكنه بعد سنوات من الثورة أصبح مصدر قلق للثورة المجيدة، وكان صاحبه ضيفا دائما لدى الأمن الوطني لكونه أصبح منتديا فكريا يجمع كل المشارب السياسية.. وآخر المتمة والحلول، مات الأب رحمة الله عليه وجُنِد الولد، وأصبح مصيدة الثوار.. والأحرار.


من أهم أعمال الأمن الوطني سابقا كانوا يختارون دواوين المقيل، وكنا أحيانا نعرفهم بأساليبهم، يستثيرون الناس ثم يقعدوا ليرقبوا رأي كل المتواجدين لدرجة أصبح كل شخص يشك في الآخر، وكل ما في الأمر أن البعض ليس له توجه معين، لكنه وقت المقيل الكل يدلي بدلوه متنقلا من الشرق إلى الغرب والمخبر يتجلى منصتا لا يترك صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، وقد يصنفك اليوم ناصريا واليوم التالي اشتراكيا، ويمكن يمررك على كل الأحزاب وكما قلنا على حسب مفعول القات لدى كل متحدث على حده.


في الدول الأخرى المخبر يكتشف شخص عميل لدولة أخرى ينقل لها أسرارها وتحركات جيشها وأسلحتها المتطورة والمختلفة، لكن عندنا المخبر كما ذكرنا يتوه قيادته التي تتلقى الإخبارية منه وبحسب تصنيفه لمجمل النقاش في الديوان وما هو توجه كل شخص، وكل يوم لكل شخص فكره وأفكار متنوعة ومختلفة، وقد تصل حد التباين والحقيقة وقت المقيل نحن شعب نناقش من الإبرة إلى الصاروخ النووي، وبعد القات ترى معظمهم مزنوق بدفع قيمة القات الذي اشتراه سلفه.


مع أن معظم الانتماءات عندنا في اليمن وطنية وتطلعاتها صنع وطن حر قوي متطور وطن يحكم نفسه بنفسه وطناً لا يقبل الوصايات الخارجية وطن الشعب عنده بدرجة واحدة يحتقر التمييز العنصري والمشيخي والطبقي..

وطن خالي من الظلم والفساد..


كان وصار وضل وأصبح وما زال الصراع بين السلطة والحزبيين منافسة تحولت إلى صراع، وكان القصد تنافس شريف يخدم الوطن والمواطن، ثم تحول ذلك إلى أنانية ممقوتة الكل يعتقد أنه هو الصح والآخر هو الغلط، وهذا نوع من أنواع الخلاف الذي أدى إلى ضياع البلد، فلو اجتمع الكل، وفكروا الصح ولم يُخَوِنوا بعضهم البعض لكنا نهضنا بالوطن.. وأصبح في أجمل وأفضل أحواله..


من هذا المنطلق وللتصرف السيء من الدولة نشأت لدينا معارضة معاندة ومواجهة، وكل ما يطرح من الدولة مهما كان عظيماً في نظر المعارضة تافه وحقير وسيء..

ولهذا انفرط العقد.