السلام نظر.. السلام تحية.. القائم عزيز والقاعد أفضل..
مصطلحات للتحية وتبادل للسلام يتميز بها الشعب اليمني فقط..
اليوم، السلام نظر يطال كل اليمنين من سقطرة حتى صعدة..
تَنَاقصَ دَخل المواطن، جدا جدا حتى تلاشى في الكثير من الأسر، فيمر هذا المواطن على بائع اللحوم الجزار، ويشاهد اللحمة مثبتة على حوامل حديدية في بوابة المحل، ولا يستطيع شراءها، فيردد أيتها العزيزة على البطن السلام عليك ملء الفؤاد [السلام نظر]
يعني الشراء نظر، ويكتفي بذلك
وهكذا معظم الأكلات التي كانت في متناول الجميع من أسماك ودجاج وغيرها.. بما يعني أن معظم اليمنيين تحولوا إلى نباتيين..
في جلسة مقيل جمع عتاولة المجتمع وفقراءه، في ديوان أحد العتاولة، وهذه الميزة الجميلة في المجتمع اليمني..
أحدهم مدرس ثانوي بدون مرتب، وأصبح يعمل ليل نهار حتى يسد رمق أسرته المغلوب على أمرها..
قال بصوت متقطع والله يا جماعة أن لي وأسرتي من اللحمة أكثر من سنتين، حتى إنني أشك أو أجزم بأنني نسيت طعمها،
تحول المقيل إلى مأساة ما عدا واحدا في أعلى الديوان ممن فتح الله عليهم في هذه الحرب اللعينة ضحك بكل صوته قائلا أستاذ محمد أطمئن اللحمة هي اللحمة لم يتغير طعمها ولا تقلق..
اُستهين بكلامه وقُوبِل بوابل من النقد، حتى إن بعضهم قال له أنت قائد عسكري تستلم أكثر من خمسين ألف سعودي لك ولمرافقيك والناس تموت جوعا..
أولادك في الخارج في مدارس وجامعات أجنبية وأولادنا تحولوا إلى عمال باليومية ليغطوا مصاريف أسرهم..
أصبح الحال صعبا جدا وللأسف هؤلاء؛ وبهذا الدخل الكبير قسما لا يفكرون بسلام أو وفاق أو قتال ينتصر طرف منهم وتنتهي الأزمة..
المتنفذون من الطرفين فتحت لهم أبواب رزق لم، ولن تكن بالحسبان، ولم يكونوا يحلمون بها..
لهذا ستظل المشكلة اليمنية قائمة ما لم يهد الله مشعلليها والمستفيدين من ورائها، وهي من سابع المستحيلات إلا إذا أذن رب العباد، وقصف عمرهم وسخر لهذا الشعب من يحمل همومه وتطلعاته.