آخر تحديث :الأربعاء-25 ديسمبر 2024-11:09ص

تكتبني الحروف

السبت - 14 ديسمبر 2024 - الساعة 04:31 م
عبدالقادر حاتم

بقلم: عبدالقادر حاتم
- ارشيف الكاتب


أنا لست ملكا لأحزاب أو فئات أو أشخاص أو أي شيء مما يصنفه المجتمع..

أنا ملك نفسي، أعتقد أنني حر إلى حد كبير..

أعيش معاناة الوطن والمناضلين، وأجدني كصفحة في وجه الزمن تنساب عليها كل أحرفي الساخنة منها والباردة.. مدادها من دماء وعرق الكفاح والمكافحين..


والله لا أعلم، وأنا أكتب سوى باسترسال اسطري وذوباني لتدفق الحروف، وهي تتقاطر على وجه الصفحات..

ولم أكن أنا صاحب إبداع مقولة أحرفي تكتبني، فقد سبقني هامة عظيمة وشاعر كبير نزار قباني قال أنا لا أكتب الشعر، بل الشعر هو من يكتبني.. وبعيدا عمن سبق في تحاوره مع الحرف، إلا أنني أحببت أن أوصل رسالتي أنني تكتبني هموم وطني وهي من توقظني من عز نومي، وتهب علي في معظم أوقاتي، وكادت تعيش معي، ولهذا أجدني طوع أمرها لرص خبايا وجراح وأنين مجتمع أرهقه أبناؤه..


أنا لا توجد بيني وبين أحد أي خصومات، لكنني انتقد والنقد ليس خصومة.. من يعمل به، ويتعظ ويتفكر ويتابع باهتمام يرفع عن كاهله مشقات وذنوب لولا توصيلها عبر كتاباتنا لما عرفها..

والبعض الآخر يكون متوغل في معرفته لأخطائه، فتراه يعتبر نقدك إذن بالمواجهة والخصام..


أحدهم أو الأول من هذا الوصف، وكان كبيراً بعقله وموقعه عندما ذكروا له عبدالقادر حاتم وتجاوزاته رد عليهم أنا أحد من تناولني، وعندما تابعته في العديد مما يكتبه، وقد تناول كل المستويات، ولم يترك أحدا..

كان نقده بناءََ ومحترما وبالطريقة الساخرة القليلين عالميا في هذا المجال.. لا يزال الحديث لهذه الشخصية التي ذكرت بأنني لم يبق لي صديق لما أحمله من صراحة وعدم المجاملة..


أنا صدقوني رفضت أن استلم دعماً أو مرتباً أو إعاشة من أي جهة أو دولة كما يعمل الكثير وإلا لما كنت بهذه المواجه والقوة..


هذه رسالتي للجميع لا يمكن لشخص أن يحترم نفسه، ويتحدى الفاسدين ويكون فاسداً، ومن المستحيل أن لا ينكشف وضعه وتاريخه..

لهذا كتبت هذا المقال فقط لتحفيز كل الوطنين الشرفاء أن يواجهوا الفساد وبكل صدق وإيمان..

فالوطن غالي والتضحية من أجله واجب بكل المقاييس.