آخر تحديث :السبت-21 ديسمبر 2024-07:48م

الدرس السوري

الأحد - 08 ديسمبر 2024 - الساعة 12:19 ص
د. لمياء الكندي

بقلم: د. لمياء الكندي
- ارشيف الكاتب


د. لمياء الكندي


لا يغيب على أحدا من المتابعين للأوضاع في سوريا تأثير تلك الأحداث على المشهد اليمني بجانبيه الشرعي والمتمردين الحوثيين سلبا وايجابا.

فجميع القوى اليمنية تدرك حجم تأثير سقوط نظام بشار الاسد وحزب البعث الشمولي وخاصة بعد تهاوي قلاع حزب الله وتلاشي الوجود الايراني في سوريا.

سوريا ولبنان محور محاور ما يعرف بقوى الممانعة بات اليوم بدون حصون وبدون كفيل يمكن أن يدافع عنها، لم يكن سقوط حزب الله وهزيمته في لبنان امام اسرائيل ولا سقوط وتهاوي نظام الأسد شأن خاص بلبنان وسوريا انه سقوط مدوي لطهران وثورتها على مدى ما يزيد من خمسين عام .

سقوط لصناعة إعلامية هلامية ظللت الرأي العام العربي والاقليمي والعالمي وضجت مسامعنا بقدرة إيران العسكرية وجاهزية اذرعها لتغيير جيوسياسي متكامل لصالحهم في المنطقة.

سقط حكم العسكر المليشاوي في لبنان وسوريا فيما بقيت صنعاء وبغداد مهددة بانتقال عدوى التحرير إليهما.

مليشيات صنعاء التي توعدت وارعدت واصمت آذاننا بقدرتها الصاروخية وعملياتها البطولة في البحر الأحمر التي عجز العالم على ردعها باتت اليوم عاجزة عن تحديد خياراتها وسياستها للمرحلة القادمة .


لقد لقن ثوار سوريا قوى الممانعة درسا لن ينسى لأنه درس الهزيمة الأخيرة، هزيمة دول المحور الممانع للحريات والمعطل للدول المفجر للمنازل والمهجر للشعوب، هزيمة نفسيه يمنى بها الفرع الإيراني الحوثي ستفشله وتشتت قواه وتعيد لحسابات القوة المنتفشة إدراكها بحجمهم الحقيقي.


في اليمن ككل يوجد بنية مجتمعية قبلية ومدنية كارهة للحوثيين وناقمة منهم. يدفعها الصمت تحت ضغط القوة والإرهاب من الإفصاح عن كرهها لهذا الفصيل الانقلابي السلالي المجرم.


كما توجد قوى سياسية يوكل إليها مسألة تحرير البلاد منهم من خلفها جيش وطني يجمع أفراده شوقا الى المعركة المصيرية الفاصلة في تاريخ صراعنا مع الكهنوت الإمامي تنتظر الأشارة لبدء معركة التحرير التي لن تقف عجلتها إلا بنصب العلم الجمهوري في جبال مران كما قال الرئيس السابق عبدربه منصور هادي.


قد يكون من المبكر قول مثل هذا الكلام ولكنها الحقيقة التي يجب أن يؤمن بها الجميع اليوم، فما من لحظة تاريخية اقرب لنا من تحرير صنعاء كهذه اللحظة، وعلينا وعلى قيادة الشرعية ومعها الأحزاب والقوى الوطنية ان تبادر لحشد التأييد الدولي لحرب الخلاص الأخيرة مستفيدين من المتغيرات الحالية واعتقد قد بدأت الحكومة من اشهر نسج خيوط المرحلة الحالية لصالح استعادة الدولة والقضاء التام على الحوثيين.


نحن اليوم ننراهن على استعادة الدولة وحان الوقت لتعلم الدروس والمبادرة لتفعيل التوجهات الحكومية السياسية والعسكرية فنحن نراهن على استعادة وطن ودولة وشعب.


فيما يراهن الحوثيين على ايران والدعم الروسي المستتر لهم في وقت لم يعد فيه لإيران اي قوة اقليمية مؤثرة، إيران التي باتت هي الأخرى تتدارس كيف يمكن ان تحمي نفسها من اي هجمة إسرائيلية أو أمريكية قادمة لا يعنيها حلفائها فقد قطعت الأذرع وسقطت مليشياتها ببيروت ودمشق لتصبح في خبر كان.


اما الرهان على مليشيات صنعاء التي يعتبرهم الطهرانيون شيعة شوارع هو رهان فوضوي لا يعول عليه.

هكذا وجد حوثة طهران انفسهم بعد سقوط حزب الله ونظام بشار بدون سند بدون ممول مالي وعسكري ولا محرك اعلامي ولا راعي دولي ولا نشطاء حقوقيون فقط شعبا ناقما وبنادق تتوق لتفجير لحظة الصفر.


#ردع_العدوان