آخر تحديث :الأربعاء-25 ديسمبر 2024-10:31ص

عملاء بالوراثة

السبت - 07 ديسمبر 2024 - الساعة 02:34 م
عبدالقادر حاتم

بقلم: عبدالقادر حاتم
- ارشيف الكاتب


في العالم أجمع عندما تحاول دولة استقطاب عميل تكلف الاكادمين والمتخصصين والعلماء والاستخبارات لترمي شباكها حول فريستها. أما بالترغيب أو الترهيب، وبعد وقت طويل جدا تلقف سنارة الصيد فريستها..


عملاؤنا من نوع لا يخطر على بال أحد، أسهل وأبسط عملاء في الدنيا هم من يُعرضون أنفسهم على الدول ليصبحوا مخبرين ضد وطنهم من ذلك لنا قادة ومشايخ هم من قدموا أنفسهم للطرف الآخر...


شباب رتبوا أنفسهم في إطار منظمات دولية تخدم الموساد والاستخبارات الأمريكية، وعلى استحياء واجهتهم هذه الأجهزة بكل إحراج موضحة لهم بأنهم أصبحوا ضمن طواقمهم الاستخباراتية، وكانوا يخافون من ردة الفعل العنيفة..لكن

ما قابلوه رضاءََ وفخرا أنهم أصبحوا كذلك..


لهذا وجب علينا إعادة النظر في نشأة أجيالنا..

هل ممكن نستخلص لقاحا أو مصلا ضد خيانة الوطن لقاحات مستخرجة من جينات الشرفاء والأبطال الذين أحبوا اليمن، وضحوا بأنفسهم في سبيل أن يبقى اليمن منتصرا رافع الرأس والهامات..


عندنا العمالة بالوراثة فمثلا نعرف المشائخ الكبار، وأولاهم وأولاد أولادهم وكبار المسؤولين وأولادهم وأولاد أولادهم يقدمون الولاء والطاعة للشقيقة الكبرى و لدول أجنبية، وهم يفتخرون أكثر من افتخارهم أنهم يمنيون.. وهذا ليس ذنبهم.. ذنب نشأتهم.

وليس ذنب الخارج..

أصحابنا من يزعجون الآخر ليقدموا لهم الولاء والطاعة..

وأعتقد أن الشقيقة، يحرجها المندلقون عليها، وعددهم الكبير.


المشكلة التي نواجهها في أن الكثير من الأجيال المحتكين بأبناء المعتزين بالخيانة للخارج أكثر من وطنهم.. لهم تطلع كبير أن يصبحوا مثل. أقرانهم الشباب ممن سلكوا سلوك الخيانة.. أبا عن جد.


لهذا نرى إعادة النظر

في الأجيال ومن شذوا سابقا.. وتوجيه السلطات العلمية والأمنية والدينية وتفعيل قوانين الحساب والعقاب والخيانة العظمى وتنفيذها على الشاردين والعملاء واستتابة العملاء الذين لم يتورطوا كثيرا في الإساءة للوطن.

ونجمعهم مثل ما كنا نجمع الشباب الذين انتموا لداعش والقاعدة، ونعيدهم إلى جادة الصواب مع أن المقارنة غير منصفة بين المتشددين دينيا وبين الخيانة العظماء والعمل لصالح بلد آخر..

هل تعلمون أننا الوحيدون الذين لا يحاسبون العملاء؛ لأن معظم المسؤولين عملاء.


كانوا زماناً يملكون أقل القليل من الخجل.. اليوم هاجر الخجل عن قياداتنا وعظمائنا وبعض شبابنا..


الخلاصة نحن في اليمن، وصلنا حد التشبع من العمالة.. لأن أكبر شخصيات الدولة من رؤساء وقادة ومشايخ ورجال دين كانوا جزءاً من منظومة تفتخر بعلاقاتها بالخارج وعمرهم ما اعتبروا أنفسهم عملاء، وليس من اليوم.. بل من فترة لا بأس بها وعمرنا ما شاهدنا محاكمة تتهم أشخاصاً يعملون ضد الوطن.. وأكثر المحاكمات بالعمالة كانت لكل من يتخابر بين اليمنين.. ومن له علاقة من الشماليين بإخوانه الجنوبيين يعتبر عميلا والعكس صحيح

من كان له علاقة يمنية يمنية كان شمالي أو جنوبياً كانوا يعيشون تحت المراقبة والمحاسبة والسجن والعقاب..


والله نحن شعب أرهقه قدوته وقادته.

ولا أعتقد أن هذا قدرنا