بعد غياب طويل قرابة 11 عاماً عن مدينته التي أحبها واحبته عاد مؤخراً المناضل والكاتب الصحفى السياسي والرياضي والشاعر الكبير عبدالصفي هادي
عاد الرجل الطيب وقد بلغ من العمر عتياً . لكنه بروح الشباب. صحيح أن عبدالصفي عاد إلى عدن ولم يجد معظم اصدقائه وزملائه ورفاقه معظمهم رحل إلى جوار ربه واخرين جار عليهم الزمن . ووجد وجوه جديدة جاءت بها الأيام والحروب المجنونة طوال عقد من الزمن التي دمرت عدن ونهبت خيراتها ومتنفساتها واذلت ناسها الطيبين. لكن مازال هناك من الأوفياء الذين يتذكرون هذا الرجل الذي قدم عصارة جهده لوطنه وشعبه ومنهم الرياضيين والشباب. فهو كاتب ومعلق رياضي محترف.
سعدت ليلة البارحة حين التقيته في قاعة عدن مول بالمدينة التاريخية القديمة كريتر في عرس الشاب الخلوق قصي امين الهميلي وجلس بجواري بهدوء كعادته تذكره البعض ممن تكتظ بهم القاعة فقاموا للسلام عليه . وأكثر سعادة وفرحة غمرتني عندما علمت أن غزال اليمن النجم الرياضي الدولي وجدان شاذلي وهو مدير مكتب الشباب والرياضة بعدن أعلن تكريمه يوم الثلاثاء القادم في الصالة الرياضية المغلقة. تخيلوا هذا الوفاء والعرفان من الشاذلي وجدان وشباب ورياضيي عدن النبلاء تجاه هذه القامة الوطنية والرياضية . لعل وجدان تذكر ايام عبدالصفي هادي وايام الزمن الذهبي الجميل وهو ينقل وقائع المباريات باحداثها وتفاصيلها من استاذ الشهيد الحبيشي والشهداء بابين وسالم علي بالمعلاء وبارادم بالمكلا ووالخ . تذكر ايام ذلك الرجل المفتون العضلات بينهم كرياضيين والذي صار يتوكى على العكاز اليوم .. فقرر اتخاذ زمام المبادرة بتكريمه واتمنى أن ينال التكريم من جهات أخرى في اخر العمر ..
عبدالصفي هادي يسكن كرتير عدن والبارحة أوصلناه نحن والاخوين الاعزاء الأوفياء العميد عبدالكريم قاسم شائف العيسائي ووليد محمد سرور إلى جوار منزله في الخساف تذكرت ذلك الحي من أحياء كريتر التي كنت احبها كحبي العميق لعدن الجميلة الغالية.
بقي القول إن عبدالصفي هادي من الرعيل الاول لمناضلي الثورة وكبار الضباط دخل الكلية الحربية بمصر العروبة ايام الزعيم الراحل جمال عبدالناصر. لكن تعرض لكل صنوف الحرب والسجون لانتمائه الى جبهة التحرير . فحرم من رتبته العسكرية وتحول إلى عمل مدني. وقبل أيام التقى الفريق الركن هيثم قاسم طاهر وزير الدفاع الأسبق رئيس اللجنة العسكرية والأمنية العليا ووعد برفعه إلى الرئيس لترقيته إلى رتبة اللواء. نامل أن ينصف كما قلنا في نهاية العمر .
يتذكر عبدالصفي ناس كثير من الأوفياء معه يتواصل في مصر وعدن وعلى رأسهم دولة الدكتور أحمد عبيد بن دغر ومعالي وزير الدولة الأسبق فيصل محمود ويتذكر باعتزاز الرئيس علي ناصر محمد والمناضلة وسيدة الأعمال نجلاء شمسان واخرين من ذلك الجيل المحترم ..
إلى هنا والتحية لعبدالصفي هادي ووجدان شاذلي وحتى نلتقي سلااااااااااام