من المسؤل عن عرقلة صرف الراتب؟ هل هي الشرعية التي تتحجج بأن الانتقالي هو من افرغ خزانة الدولة بسبب عدم التزامه بتوريد إيرادات عدن الى البنك المركزي، ام هو الانتقالي الشريك في السلطة الذي يتحجج بأن الشرعية تمار س الكيل بمكيالين في تعاطيها مع حقوق ابناء الجنوب مع إن كلاهما مسؤول عن الجرم الذي يرتكب بحق الشعب نظرا" لشراكتهم في السلطة .
لقد طفح الكيل، وفار التنور ولم يعد سببا" للصمت بعد ان اصبح الشعب على قارعة الطرقات يتسول ويستجدي الدولة بفك طوق الحصار علية بعد ايقاف راتبه لثلاثة اشهر متتابعه ليسد به رمق الحياة امام ارتفاع الأسعار الجنونية.
ان سياسية التجويع والضغط التي تمارسها تلك العصابات على شعبنا العظيم الجبار تحت عباية الدولة التي تهدف الى افراغ المؤسسات الحكومية من الكوادر الوطنية لإحلال عناصر مرتهنة للقوى الخارجية بديل عنها لن يجدي نفعا" ولن يحقق هدفا" لادراك تلك الكوادر بتلك التعسفات غير الاخلاقية التي تمارسها تلك العناصر المرتهنة للخارج عليه .
ان توقيف الراتب هو آخر وسيلة وسلاح بيد تلك القوى لتجريف الشعب من قيمه واخلاقة النبيلة المغروسة في وجدانه وضميره الحي، لكن هيهات فمن كسر حصار السبعين وطرد الاستعمار لن يقبل الاذلال والخنوع مهما مورست ضده من سياسية التجويع والتخوين والتطفيش سيظل ذلك الشعب صامدا" متمسكا " بحقوقة، المشروعة التي كفلها له الدستور رغم علمه بإنه يعيش مرحلة الا دولة بسبب غياب الانظمة، المنظمة للدولة إلا إن الشعب لازال متمسك بظل الدولة لعله يرى من خلاله بصيص امل لاستعادة مافقده من مقومات الدولة المنشودة.
ان شعبنا العظيم اليوم يتضرع جوعا ويفتقر الى ابسط مقومات الحياة بسبب فشل القائمون على هذه الدولة وعجزهم عن دفع راتبه الذي لا يوفر به قطمة رز بسبب الغلاء وجشع التجار الذي عكس نفسه على الامن الغذائي ذلك الامن الذي يعتبر الركيزة الاساسية لاستقرار الشعوب وحقه في العيش الكريم.
اليوم الشعب لن يسمح للعناصر المارقة الركوب على اوجاعه ومعاناته تحت مسمى النقابات الجنوبية التي كانت سببا "رئيسا" في ما وصل الية، الشعب بسبب عرقلتها العمل الديمقراطي وانبعاثها غير القانوني على حساب المؤسسات الدستورية الشرعية المعنية بالدفاع عن حقوق الموظف.
لقد ادرك الشعب بان هناك ايادي هلامية هي من تعبث بحقه وهي التي لا يحلوا لها العيش الا في المستنقعات القذرة لقد حان الوقت لتخلص من تلك الطفيليات التي عاشت اكثر مما تستحق على حساب الشعب المكلوم.
وقد قيل "قطع الرقاب ولا قطع المعاش"، وكفى.
حسين البهام