تكررت أخبار نفي الصراع الخفي بين رئيس الحكومة د. أحمد بن مبارك من جهة، ورشاد العليمي من جهة أخرى في وقت انتشر فيه الخلاف للعلن كالنار في الهشيم ولم يعد خافيا، جميل جدا هذا النفي، والأجمل منه الطريقة التي صيغ بها خبر النفي .. لكن يجب أن تعلم عزيزي القارئ بأن القرارات الصادرة من دولة رئيس الوزراء ، لا تلغى إلا بقرارات رسمية صادرة من المجلس الرئاسي .. لقد بلغ الفساد مرحلة خطيرة من الانتشار في والتوغل لدرجة أنه لم يعد يتم بشكل فردي إنّما جماعي وعبر منظومة شبكات تشترك فيها أكثر من جهة كي تضمن لملمة الموضوع عند انكشافه وعلى طريقة ياعزيزي كلنا لصوص..!!
منذ 10 أشهر و "بن مبارك" يتحرك على أكثر من جبهة بهدف الإصلاح في صورة محارب للقضاء على الأفة الكبيرة "الفساد " التي أصابت مؤسسات الدولة في مقتل ونخرت جسد الوطن المثخن أصلا بالجراح ، من خلال زياراته إلى الهيئات والمؤسسات والوزارات في سباق مع الزمن تحقيقا لما وعد به من خلال التوغل إلى أوكار الفساد التي التي أغرقت البلد في الفقر والجوع والمرض واهدرت علينا الكثير من فرص التنمية والبناء .
10 أشهر من العمل الدؤوب والتحديات ، يقابلها محاولات لعرقلة أي خطوات للإصلاح والتشكيك بقدرات دولة رئيس الوزراء .. فترة كانت صعبة بالنظر إلى عامل الزمن والتحدي ، ولسان حال دولة الرئيس ( هذا الشعب الذي تحمل ما لم يتحمله غيره يستحق التضحية والعناء والنضال للانتصار لإرادته في العيش الكريم والأمن والاستقرار..!!
السؤال الذي يطرح نفسه .. هل توجد نية صادقة للإصلاح السياسي والاقتصادي من قبل المكونات والأحزاب لهذه الخطوات المباركة التي يقودها "بن مبارك" وعدم تركه وحيدا في منتصف الطريق يواجه منفردا آله الخراب والفساد ..؟!! إن مكافحة الفساد مسؤولية أخلاقية قبل أن تكون وطنية وواجب ديني يستلزم أن يهب الجميع وتتظافر كل الجهود في مواجهته .. لأن الاستمرار في نهج التنصل عن المسؤولية الذي اعتدناه في كل الحكومات المتعاقبة لا يعني سوى انحطاط شامل سيدفع في النهاية إلى خراب شامل وكامل لحكومة الشرعية المعترف بها دوليا.
بن مبارك .. الذي كان يأمل في إجراء تعديلات وزارية و إصلاحات شاملة تحسب له في رصيده لا عليه ، لكن للاسف فقد وجد نفسه اليوم مقيد ومحاصر حتى من الدعم، لهذا نقول لجميع المكونات والأحزاب اغتنموا الفرصة مع "بن مبارك" الذي جربتم صدقه ونزاهته وكفاءة إدارته وحسن نواياه .. أو أن لعنة الفقر والإذلال والخراب ستصيب الجميع ولن ينجو أحد أحد عنها ..أنها الكارثة والخنوع المذل..!!!