في لحظات الألم والانتظار الطويل، أكتب إليك كواحد من الجرحى الذين ضحّوا بأرواحهم وأجسادهم من أجل الوطن، وكناشط حقوقي يؤمن بالعدالة والإنصاف.
سنوات مضت وأنا أحمل جراحاً لا تندمل، جراحاً ليست فقط في الجسد بل في الروح أيضاً، جراحاً صُنعت في ميادين الشرف دفاعاً عن الأرض والعرض.
سعادة الفريق، لقد قيل إن العدالة لا تتأخر، لكنها اليوم تبدو بعيدة عني.
أعيش كل يوم على أمل أن يأتي ردكم، أن تصلني منحتكم قبل أن تخطفني الأيام التي لا ترحم، قبل أن يأخذني الألم الذي أصبح رفيقي الدائم.
كل يوم يمضي وأنا أنتظر.. انتظارٌ ينهش القلب ويثقل الروح. لم أعد أملك من القوة إلا بصيص أمل يتلاشى شيئاً فشيئاً...تساؤلات لا تفارقني:
هل سأحصل على هذه المنحة قبل أن يكون الوقت قد فات؟
أم أنني سأرحل كما رحل غيري من الجرحى دون أن نُكرّم بما يليق بتضحياتنا؟
سيدي الوزير، لم تكن تضحياتنا إلا حباً لهذا الوطن، إيماناً بأنه يستحق أن نحيا ونموت من أجله.
ولكن، ألا يستحق الجريح المقاتل الذي دافع عن كرامة الوطن أن تُنقذ حياته؟
ألا يستحق أن يُمد له يد العون؟
الألم يأكل جسدي، والانتظار يُنهك روحي، والخوف من المجهول بات رفيقاً دائماً.. هل تمنحني منحة قبل أن تُكتب قصتي نهاية حزينة تُضاف إلى سجل طويل من الحكايات المنسية.
سعادة الوزير، نحن لم نطلب أكثر مما هو حقٌ لنا.
آمل أن أسمع قريباً خبراً يخفف عني وجعي، ويعيد لي إيماني بأن الوطن لا ينسى أبناءه الذين وهبوه حياتهم.
ناشط حقوقي، ونائب رئيس تحرير صحيفة عدن الأمل الإخبارية