المجلس الانتقالي، هذا الكيان الذي بات أشبه براقص على حبل مشدود وسط غابة مليئة بالوحوش.
نؤيده حين يخطو بثبات وننتقده عندما يتعثر، ليس لأننا نبحث عن ثغرات أو نحلم بمناصب، بل لأننا ندرك أن أي هفوة ستكلف الجميع، والجميع هنا يعني نحن الجنوبيين، الذين نقف في الخلف حاملين الحلم والأمل أستعادة دولتنا الجنوبية وعاصمتها عدن.
حين تصبح السياسة فن البقاء:
قيادات الانتقالي تسير وسط غابة سياسية مليئة بالكائنات المفترسة، بعضها يزأر علنًا والبعض الآخر يتربص في الظل، ينتظر اللحظة المناسبة للانقضاض.
لذا، نحن هنا لنقول لهم: نحن معكم، ولكن لا تظنوا أن هذا تأييد مطلق.
إذا أخطأتم سننتقد، وإذا قصرتم سنعاتب، لأن ترككم وحدكم يعني أننا ننتظر الوحوش لتمزقكم ثم تلتهمنا.
ليس تأييدًا مجانيًا!
من يظن أننا نؤيد المجلس الانتقالي الجنوبي لأننا أعضاء فيه أو نبحث عن منصب، فهو مخطئ تمامًا.
لا بطاقات عضوية لدينا ولا طموحات شخصية حتى أنا جريح لم يمنحني منحه علاجية للخارج.
تأييدنا مشروط بأن تسيروا بخطى ثابتة، لا تغفلوا عن الملف الاقتصادي، وألا تتجاهلوا الجرحى الذين أعطوا الدم ليقف المجلس الانتقالي.
ننتقد لنحميكم!
نعم، سننتقدكم إذا رأينا أخطاءً، سنعاتب إذا لاحظنا تقصيرًا، ولن نتردد في تنبيه أي قيادي يغفل عن مسؤولياته.
هذا ليس تشهيرًا ولا معاداة، بل هو واجبنا.
لأننا نعلم أن الوحوش لا ترحم، وأن ترككم لتخوضوا معركتكم وحدكم يعني تسليمكم، وتسليمنا، إلى المجهول.
غابة سياسية أم حديقة حيوانات؟
في السياسة، الأصدقاء قلة، والأعداء في كل زاوية... لذا، على قادة الانتقالي أن يتذكروا أن الغابة السياسية ليست حديقة حيوانات يمكنك مشاهدتها بسلام... كل خطأ صغير سيُستخدم ضدكم، وكل تهاون سيدفع ثمنه الجميع.
رسالة أخيرة:
إلى قادة الانتقالي الجنوبي: لا نؤيدكم لأننا مبهورون بأدائكم، ولا ننتقدكم لأننا أعداء.
نحن هنا لأننا نؤمن أن هذا الطريق يجب أن يُسلك بحذر.
تذكروا أن الوحوش لا تنتظر طويلًا، وأنكم إذا سقطتم، سنكون نحن أول من يواجه مخالبها.
تأييدنا مشروط، وانتقادنا واجب، والباقي عليكم..