آخر تحديث :الأربعاء-25 ديسمبر 2024-10:21ص

الجوع يدخل الإسلام

الأحد - 01 ديسمبر 2024 - الساعة 04:34 م
عبدالقادر حاتم

بقلم: عبدالقادر حاتم
- ارشيف الكاتب


في العالم كله يقال الجوع كافر..

إلا في اليمن أسلم الجوع، وواضب على الصلوات الخمس والنوافل بسلام، وكان أكثر خشوعا ممن أسلمه..


الجوع عندنا مؤدب جدا يتحمله الشعب بكل أريحية واقتدار..

حتى إنه يرافقنا في المسرات والأعياد، وأصبح واحدا من المجتمع اليمني، حتى إنه يجوع معنا، وكلما سألناه مالك يرد جيعان لكني أستحمل..


الجوع هدف، وليس وسيلة يعالج المساكين، ويساندهم ويبكي عليهم..

بالعربي الفصيح الجوع أكثر حنانا على المجتمع اليمني الذي تصالح معه..

لذلك لن تقوم ثورات ولا انتفاضات طالما، وقد اندمج الجوع بكل فئات المجتمع الفقير المتواضع المتفائل بالقهر والذل والانكسار..


أما فئة المقتدرين التابعين لا يمكن أن يثوروا ضد أنفسهم.. فقط إذا تضاربت مصالحهم، وخرجت عن سيطرة التآمر على الجائعين..


المشكلة أن أصحاب المصالح سيتفقون لا محالة، وسيستعينون بالشعب الجائع المتصالح طوعا مع الجوع، ويقضون عى أنفسهم بكل فخر..


الولوج في منظومة الجوع تسليم قهري بحب الوطن والدفاع عنه والخوف عليه ببطون فارغة متفرغة لحب ولاة الأمر المستفيدين من هجوع المجتمع ونومه العميق وتصالحه مع الجوع المسلم.. وقد يصبح الجوع داعية ينصح بتحمله..


ما لا تعرفونه أننا قد أصدرنا سبائك للجوع شبيهة بالسبائك الذهبية مع الفارق أن قيمتها أغلى وأعلى لكونها مادة مستخلصة من معاناة وحزن ودماء الشعب الصابر الجائع..


المشكلة الأخرى سوف تنشأ جمعية الجائعين برأسه الجوع الشيء الخطير في هذا أنه يحق للمقتدرين ورجال الأعمال الانتساب إلى هذه الجمعية.. وهذا بناء على دراسات تؤكد أن فساد الدولة يقضي على رأس المال الوطني الذي جد واجتهد وكون ثروته، ويستبدل بمسؤولين فاسدين يحتلون مكانة رجال الأعمال.. لهذا سيجوع رجال الأعمال..


الجوع عند المكيفين بالقات الشبه معدمون تراهم يجمعون قيمة القات من هنا وهناك، فإذا افترضنا جمع ألف ريال 900 قيمة القات و100 ريال قيمة قليل من المرق وبقايا ما تيسر من اللقم الموجودة في البيت؛ مما يؤكد أن معظم الميزانية تذهب في غير محلها وتؤكد الحالة!! صبر الجوع علينا..


ما لا نتصوره أن يخرج الجوع بثورة ضد الشعب يطالبه باليقظة ورفع جاهزية الشعور بالجبن والقهر..

لهذا نحن بحاجة لمادة علاجية تصرف للمجتمع، حتى ترفع لديه جاهزية أن يثور على نفسه أولا، ثم يتحرر من قبضة التحكم في مصيره..


الخطر الكبير والمزعج لو يرتد الجوع، ويصبح كافرا أي يعود إلى طبيعته قد يزلزل الثابت ويثبت المهتز..

أما إذا خرج الجائعون من دين الإسلام سنتحول إلى شللية ضيقة ونتؤات حزبية ومذهبية، وسنكون أول من يبشر بالقيامة.