لم تكن الإعاقة يومًا عائقًا أمام الكفيف أسامة محمد، الذي احتفل اليوم بتخرجه من جامعة عدن، تخصص إعلام، محققًا الحلم الذي طال انتظاره.
أسامة، الشاب الخلوق والمؤدب، كافح خلال أربع سنوات من الدراسة الجامعية، ليصل إلى مبتغاه وحلمه، ناشرًا الأمل في نفوسنا جميعًا بأن الأحلام تتحقق بالإصرار، رغم الألم والابتلاءات.
لم يشعر أحد من زملاء دفعته أو حتى أقرب المقربين إليه من أسرته وأصدقائه بحجم المعاناة التي عاشها، فقد وُلد كفيفًا، في ابتلاء من المولى عز وجل، لكنه لم يستسلم أبدًا، بل نفض غبار المعاناة، وواصل رحلته بكل عزيمة وإصرار.
احتسب أسامة الأجر عند الله، ولم يتضجر أو يجزع مما أصابه، لم يترك الدراسة أو يبقَ حبيس منزله، بل نهض وقاوم وكافح، ليقدم لنا جميعًا درسًا ملهمًا مفاده: "الإعاقة ليست عائقًا في طريقنا."
وأنا أشاهد صورته مساء اليوم، التي تحمل في طياتها الكثير من المعاناة والوجع، شعرت بمشاعر متضاربة.
حزنت لأن هذا الوطن الجريح لا يُكافأُ فيه المـُبدعين والمثابرين كما يستحقون، لكنني فرحت مرتين: أولًا لأسامة، لأنه أصبح خريجًا، وثانيًا لأن الإعاقة لم تكن يومًا حاجزًا أمام طموحات شبابنا.
لله درك يا أسامة! لقد نسجت قصة كفاح ملهمة، واحتفلت اليوم بتحقيق حلمك، ونيل شهادة البكالوريوس.
ها نحن اليوم ياصديقي أسامة، أنا وغيري ممن يحبونك، نقف بجانبك، نؤكد لك أننا سنكون عينيك التي فقدتها ونور حياتك في لياليك الحالكة.
طبت يا أسامة، وطابت أمانيك، ومبارك لك التخرج!