عندما تسمع أن هناك من يفكر في عقد جلسة مجلس النواب اليمني في العاصمة الجنوبية عدن، لا يمكنك إلا أن تتساءل: هل فقدنا الذاكرة؟
كيف يمكن للقادة الجنوبيين، والمناضلين الذين عاشوا سنوات النضال وضحوا بكل شيء من أجل الحرية، أن يقبلوا بهذا الأمر؟
نسيان التضحيات: هل أصبح أمرًا سهلًا؟
ما الذي حدث لتضحيات آلاف الشهداء والجرحى الذين قدموا أرواحهم لتحرير الجنوب؟
هل أصبحت ذكرياتهم مجرد خطابات في المناسبات؟
إذا كانت دماء هؤلاء الشهداء قد سالت من أجل الحرية والكرامة، فكيف يُسمح اليوم لمن خان الوطن أن يجلس على طاولة في العاصمة عدن ويناقش مستقبل لا علاقة له بالجنوبيين؟
أهل الشهداء والجرحى: كيف سيكون موقفهم؟
تخيلوا حال أسر الشهداء والجرحى وهم يشاهدون القادة الذين دعموهم طوال سنوات النضال يقفون مكتوفي الأيدي أمام هذا العبث.
هؤلاء الذين فقدوا أبناءهم وآباءهم وإخوتهم، هل سيقبلون أن تُهان كرامة دماء أحبائهم بمجلس انتهت صلاحيته منذ زمن؟
مجلس النواب: متحف سياسي متنقل مجلس النواب اليمني لم يعد سوى كيان يبحث عن شرعية مفقودة.
لم يتمكن من عقد جلسة واحدة في صنعاء أو أي منطقة شمالية، لكنه الآن يضع عينه على العاصمة عدن وكأنها ملاذه الأخير.
هل هذا هو المكافأة التي تُمنح للعاصمة عدن لنها قدمت التضحيات لتحرر نفسها من عبث الشمال؟
القادة الجنوبيون: هل تسمحون بهذا العبث؟
القادة الجنوبيون أمام اختبار تاريخي الشعب الجنوبي، الذي وثق بكم ودعمكم ينتظر موقفًا واضحًا وقويًا.
هل ستقفون مع الشعب ودماء الشهداء، أم ستتركون الباب مفتوحًا لهذا العبث؟
عدن ليست للبيع:
لنكن واضحين: عدن ليست منصة لاستضافة مجالس انتهت صلاحيتها.
لن يقبل الجنوبيون أن تتحول عاصمتهم إلى مكان يُستخدم للتفاوض على حساب كرامتهم.
رسالة إلى الشعب الجنوبي:
أيها الأحرار، أنتم صوت هذه الأرض وحماتها.
لا تسمحوا بأن يُستهان بدماء شهدائكم أو تُباع تضحياتكم بثمن بخس.
إذا صمتنا الآن، فسنفتح الباب أمام المزيد من الإهانة والخيانة.
في النهاية، الجواب على السؤال بسيط: لا، لا يحق لأي قائد جنوبي أو مناضل أن يوافق على هذه المهزلة.
كرامتنا ودماء شهدائنا ليست للتفاوض، والعاصمة عدن لن تكون منصة لمجلس انتهى أمره.. لن تُباع العاصمة عدن مهما حاولوا!