ينظر البعض لموسم الرياض الحالي على انه مجرد حدث ترفيهي فقط.
والحقيقية ان موسم الرياض الترفيهي حدث ثقافي ببعدين إقتصادي واستراتيجي، وياتي ضمن خطة إنماء اقتصادي كبير مرتبط إرتباطا وثيقا باستراتيجية قيادة دولة المملكة العربية السعودية بعيدة المدى ويصب في تحقيق إستراتيجياتها التي اطلقها ولي العهد محمد بن سلمان والمعروفة "بروية السعودية لعام 2030".
تلكم الرؤية التي بدت لنا اهدافها ضربا من ضروب الخيال عندما بدانا نقراء عنها قبل عقد من الزمن.
ها هي اليوم بدات تخرج في قناعتنا واذهاننا من اطار التصيف الخيالي المالوف في بلداننا العربية إلى الإطار الواقعي الملموس ،إذ تؤكد معطيات الواقع السعودي إن هناك جدية فعلية لتنفيذ تلكم الرؤية وان اهدافها تتحقق على ارض الواقع بحسب جدولتها الزمنية وبجدية وإنتظام لاتقبلان المزايدة والتسويف.
والمعروف من تجارب البلدان وتاريخ حكامها، ان الخيال السياسي لا يتحول الى حقائق واقعية الاعندما تتوفر الارادة القوية والعزيمة الفولاذية لدى ساسة البلد والتفاف شعوبهم حولهم.
ولهذا اجدني اتفق مع كثير من المهتمين بالشان السعودي خصوصا من غير السعوديين، عندما يصفون ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بانه مؤسس الدولة السعودية الثالثة، كونه بدا عهده بفتح افاق جديدة للنماء والبناء والتحول السعودي بايدي وخبرات سعودية خالصة تسهم بادارة تحول إجتماعي وثقافي غير معهود من ذي قبل في تاريخ المملكة وهنا تكمن اهمية شروط النجاح الحقيقي لقيادة اي بلد.
وعلى سبيل المثال تابعنا على هامش فعاليات موسم الرياض الترفيهي لعام2024، انه تم منح تركي ال الشيخ رئيس مجلس الهيئة العامة للترفيه جائزة الشخصية الاكثر تاثيرا في العقد الاخير.
وتعد جائزةMENA effie، ابرز جائزة تقيمية لاعمال التاثير والابداع على مستوى الشرق الاوسط وشمال افريقيا.
وهذا يعني أن القيادة التي اعلنت عن خطتها للنماء والتحول بشعبها من الحاضر المرتهن للعنصر الخارجي إلى المستقبل القائم على أهمية التاثير بالشان الخارجي، تدرك جيدا كيف توظف مدخراتها الواقعية وكيف تطلق العنان للامكانيات المحلية والكفاءت الوطنية في تحقيق اهداف رؤيتها المستقبلية بهذا الخصوص، ومنها ان تكون العاصمة السعودية الرياض الوجهة العالمية الاولى للزوار بعد ست سنوات قادمة من اليوم.
والوصول الى تلكم الاهداف يتحتم على القيادة ان تستثمر القدرات الشابة الوعدة وتصقل خبرات ومواهب الانسان السعودي ليصبح هو المحرك الاساسي لتحول بلده ونقلها الى مصاف الدول الاكثر تايرا في العالم.
والشاب السعودي تركي ال الشيخ وابداعه في الادارة الرسمية للهيئة العامة للترفيه وخلفه طاقم اخر من السعوديين انفسهم، هو المؤشر الفعلي على تحقق النجاح الاستراتيجي لقيادة المملكة في رؤيتها الاستراتيجية العامة لعام2030،.
وليس موسم الرياض الترفيهي سوى فقرة من فقرات وبرامج الرؤيا المستقبلية للنجاح العالمي الجديد الذي تنشده قيادة المملكة العربية السعودية وتسعى لتحقيقه بقيادة ولي العهد وبدعم الشعب السعودي بمختلف فئاته الاجتماعية.
والملفت للنظر في جائزة تركي ال الشيخ ان هذ الرجل لم يحصل على الجائزة،من باب التشجيع بل حصل عليها من باب الاستحقاق والانصاف ،كونه يعد نموذجا بارزا من نماذج الابداع الذي يحترفه الانسان السعودي في الادارة الرسمية بشروط عالمية معاصرة تتجاوز حدود الخصوصية بكافة اشكالها التقليدية السابقة.
وهذا العامل من وجهة نظر كثيرون هو النجاح الاهم من نجاح اي فعالية موسمية، لانه يؤكد ضمان تحقيق الاستراتيجية المستقبلية للقيادة السعودية وشعبها بايدي وخبرات سعودية محظة.