آخر تحديث :الأحد-22 ديسمبر 2024-03:30ص

تدمير المستقبل

الإثنين - 25 نوفمبر 2024 - الساعة 01:15 م
محمد عبدالله الموس

بقلم: محمد عبدالله الموس
- ارشيف الكاتب


قيل ان حكيم (معاصر) قال لحاكم (اعبث في الحاضر كما تريد لكن لا تعبث في المستقبل) فقال له الحاكم (لن نكون في المستقبل، لا انا ولا انت) فقال الحكيم (ويل للحاضر والمستقبل من امثالك، انت الآن تعمل على تدمير المستقبل بتدمير التعليم يا هذا).


ويل لجيل اليوم واجيال المستقبل من سلطة لا تصنع حاضرا جيدا ولا تصنع بيئة تعليمية جيدة تصنع رجال المستقبل، ولا نحتاج للاسهاب في واقع نعيشه وحال التعليم في بلادنا فأبلغ دليل على ذلك المستقبل هو حال المعلم العاجز عن دفع ايجار منزله ليبات مع اطفاله في الشارع او عدم قدرته اطعام اطفاله، وما خفي كان اعظم.


على الجانب الآخر هناك سلطة مترفه لا يعنيها حال الناس في الحاضر، بل وتمتد يدها لتصنع مستقبل بائس بصناعة اجيال من الجهل بإهمال قيمة ودور المعلم في صناعة المستقبل، وكل ما يصلنا من هذه السلطة البائسة هي روائح فساد تزكم الأنوف اصبحوا معها جديرون بصفة (أسوأ من أنجبت النساء) مع الاعتذار للامهات العزيزات.


قيل في المعلم ما يرفعه الى مصاف التقديس:

قم للمعلم وفه التبجيلا

كاد المعلم ان يكون رسولا

وقيل في الاثر (من علمني حرفا صرت له عبدا) وراينا زعماء عظماء معاصرون يخرقون البروتوكول ليهرولوا لعناق معلميهم وتقديم فروض الإحترام ولسان حالهم يقول بفخر (هذا المعلم هو الذي صنعني).


كل الشعوب والمجتمعات التي نهضت كان التعليم أولى إهتمام قادتها وتحولت الاعتمادات المالية للتنابلة الى التعليم، حتى ان احد الزعماء قام بإلغاء البرلمان في بلاده وحول موازنته للتعليم، المضحك ان تنابلة معاشق(صجونا) ببرلمان العجزة والمسنين لإضافة أعباء مالية لعجزة لا يمكن ان يحدثون في الواقع شيئا إيجابيا على الاطلاق.


اصبح المواطن على قناعة بان السلطة القائمة ليسوا الا شخوص طارئة لا يملكون رؤية او مشروع وطني يستوعب القضايا الوطنية بمسؤولية، لكن في خارج سياق الكلام نوجه التحية للحزب الاشتراكي اليمني الذي اعلن اعترافه بحق الجنوب في تقرير مصيره.


عود على بدء، فأن المجتمعات التي نهضت تضع القاضي والمعلم في مصاف واحد بحيث تتكفل الدولة بتلبية حاجاتهم الحياتية ليتفرغ القاضي لتطبيق القانون دون ضغوط، ويتفرغ المعلم لصناعة مستقبل الوطن بتعليم أجيال الغد، وكما قال الحكيم رحمه الله (اعبثوا واسرقوا في الحاضر ما شئتم فهذا زمان (الهيك)، لكن الدفاع عن المستقبل، وحق المعلم في حياة كريمة وحق ابناءنا في الحصول على تعليم جيد، مسؤولية كل المجتمع برموزه واحزابه ومنظماته المدنية وكل الشرفاء فهذا مستقبل وطن ومصير أمة.


عدن

٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤م