آخر تحديث :الأحد-22 ديسمبر 2024-11:53ص

جبايات الحوثي باسم فلسطين: استغلال الشعارات ونهب أموال اليمنيين

الإثنين - 25 نوفمبر 2024 - الساعة 11:59 ص
عبدالجبار سلمان

بقلم: عبدالجبار سلمان
- ارشيف الكاتب


تواصل مليشيا الحوثي في اليمن استخدام القضية الفلسطينية كذريعة لنهب أموال المواطنين، حيث تفرض الجبايات وتجبر الناس على التبرع تحت شعار دعم غزة والمقاومة الفلسطينية. وبينما تدّعي الدفاع عن القضية الفلسطينية، تكشف التقارير الأممية والحقائق على الأرض ازدواجية المليشيا التي لا تتردد في تسهيل مرور السفن المساندة لإسرائيل مقابل مليارات الدولارات سنويًا، مما يبرز تناقضاتها واستغلالها الممنهج. تفرض مليشيا الحوثي حملات جباية دورية، تستهدف مختلف الفئات المجتمعية في اليمن، من التجار وحتى المواطنين العاديين الذين يعانون من الفقر المدقع. تُفرض هذه الجبايات تحت ذريعة دعم المقاومة الفلسطينية و”نصرة غزة”. وتُجبر المؤسسات التعليمية، والتجار، والعاملين في القطاع الحكومي على تقديم تبرعات تحت طائلة التهديد. على الرغم من الضائقة الاقتصادية التي يعاني منها الشعب اليمني، تستمر المليشيا في هذا النهب، مستغلة تعاطف الناس مع القضية الفلسطينية لتحقيق مكاسب مالية ضخمة. يتم تحويل الأموال المجموعة إلى جيوب قادة المليشيا، بدلًا من تقديم أي دعم حقيقي لفلسطين، ما يجعل هذه الحملات مجرد غطاء لسرقة الشعب اليمني. في تناقض صارخ مع شعاراتها المناصرة لفلسطين، تكشف التقارير الأممية أن مليشيا الحوثي تتلقى مبالغ طائلة، تُقدر بأكثر من ملياري دولار سنويًا، مقابل تسهيل مرور السفن التجارية المتجهة إلى إسرائيل أو التي تقدم لها الدعم. تُظهر هذه التقارير كيف تتعامل المليشيا مع شبكات تهريب دولية، مستغلة سيطرتها على بعض الموانئ في البحر الأحمر لتحقيق مكاسب مالية ضخمة. هذه الأموال لا تُستخدم لتحسين الوضع الإنساني في اليمن أو لدعم القضية الفلسطينية كما تدّعي، بل تُخصص لتعزيز نفوذ الحوثيين واستمرار حربهم ضد اليمنيين، مما يفاقم معاناة السكان الذين يعانون من البطالة والجوع والنزوح. نتيجة لهذه السياسات، يعاني اليمنيون من أوضاع معيشية كارثية. الفقر والبطالة في تصاعد، مع استمرار النزوح الداخلي بسبب الحرب التي تشعلها مليشيا الحوثي. في الوقت نفسه، تُنفق المليشيا أموال الجبايات على تعزيز قوتها العسكرية وتمويل قياداتها، بينما تترك المواطن اليمني يواجه مصيره وحيدًا. على الرغم من رفعها لشعارات “نصرة القضية الفلسطينية”، فإن أفعال مليشيا الحوثي تُظهر بوضوح أنها تستخدم هذه القضية كورقة للتلاعب بالمشاعر واستغلال الشعب اليمني. فهي تُظهر ولاءً ظاهريًا للقضية الفلسطينية بينما تتعاون بشكل غير مباشر مع الأطراف الداعمة لإسرائيل لتحقيق مكاسب مالية. إن استغلال مليشيا الحوثي للقضية الفلسطينية يُعد مثالًا فاضحًا على استغلال الشعارات القومية والدينية لخدمة أهداف ضيقة. بينما يُعاني الشعب اليمني من ويلات الفقر والجوع، تستمر المليشيا في ملء خزائنها على حساب معاناته. وعلى المجتمع الدولي، ومعه القوى الإقليمية، كشف هذه الممارسات والضغط لوقفها، لما لها من تداعيات كارثية على اليمنيين والقضية الفلسطينية على حد سواء.