معلومات صحفية تؤكد أن هناك جهودا تبذل بإعادة السماح لناقلات النفط الخام بمعاودة عملها لنقله من الضبة والتوجه إلى عدن لتزويد كهرباء الرئيس التي تعاني نقصا حادا في الوقود وعجزت الحكومة عن الايفاء بالتزاماتها ، وأن معالي وزير الدفاع الفريق محسن الداعري خلال زيارته الحالية لحضرموت التي وصلها نهاية الاسبوع الماضي يسعى للتواصل مع الوكيل الاول لمحافظة حضرموت رئيس حلف قبائل حضرموت رئيس مؤتمر حضرموت الجامع الشيخ عمر بن حبريش والسلطة المحلية في عدن لتسوية الخلافات ومعالجتها.
رئيس وأعضاء مجلس القيادة مع رئيس وأعضاء الحكومة ، جميعهم يصطفون صوتا واحدا لضمان الافراج عن قواطر النفط الخام لكهرباء عدن ، وتكليف معالي وزير الدفاع الفريق محسن الداعري للتواصل مع الشيخ عمرو بن حبريش رئيس حلف قبائل حضرموت رئيس مؤتمر حضرموت الجامع لمحاولة اقناعه بالسماح بقواطر النفط الخام بمواصلة سيرها ونقلها لثروة ونفط حضرموت التي يحرم منها ابنائها.
جميعهم بقضهم وقضيضهم اجتمعوا لحل مشكلة كهرباء عدن من ثروات حضرموت ونفطها الخام ، بينما مطالب وحقوق حضرموت التي ينادي بها الحلف والجامع منذ أكثر من خمسة شهور جميعا اصموا اذانهم واستكبروا استكبارا وعنادا وتهكما بشأنها ، بل سخروا جهودهم واقلامهم واموال الدولة لشيطنة المطالب والحلف والجامع والشيخ البطل عمرو بن حبريش ، وبذلوا ولا زالوا يبذلون الجهود وينفقون الاموال لافشال التصعيد ونسف المطالب والحقوق والعمل بقوة عبر ادوات حضرمية رخيصة لإذلال حضرموت ونهبها ، وما اصطفاف هذه الاطراف كافة لمعالجة نقص وقود كهرباء عدن إلا لتحقيق هذه الاهداف ، ثم لتغطية عجزها وفشلها عن معالجة وضع تدهور كهرباء عدن خاصة ومستوى الخدمات كافة ، وتصدير هذه المشاكل لحضرموت بغية تخفيف الضغط الشعبي عليها .
أن هذه الجهود والاستماتة العظيمة من تلك الجهات مجتمعة في مطالبة الحلف والشيخ عمرو بن حبريش للسماح بتدفق قاطرات النفط نحو عدن في وقت حضرموت واهلها تعيش في وضع مأساوي في مجال الكهرباء خاصة وصلت هذه الايام لسبع ساعات طفي بساعتين لصي ، علاوة على تدهور الخدمات في البنية التحتية والتعليم والصحة منها إغلاق اكبر مستشفى في المناطق المحررة وهي ابن سينا بالمكلا في سابقة هي الأولى تضاف لسابقة توقف المدارس لخمسة شهور العام الماضي، ولم يرمش جفن مجلس القيادة والحكومة ، بل وصل الحال بوزير الصحة الذي تزامن وجوده بالمكلا مع اغلاق هيئة ابن سينا ولم يكلف نفسه بزيارتها .
هل هناك قمة في الاستخفاف بحضرموت اكثر من ذلك؟! ،واليوم يطلب منها أن تكون بقرة حلوب كما كانت في العهود السابقة ، بينما مجلس القيادة والحكومة والسلطة في عدن لو سخرت هذه الجهود والضغوط لتوفير محروقات كهرباء عدن وهي من واجباتها كحكومة لنجحت ، بعيدا عن الهروب للامام والاتجاه شرقا نحو حضرموت التي تعتبر الحلقة الاضعف في مخيلتهم ، لكن حضرموت اليوم ليس الامس فصوتها أصبح عاليا مدويا رافضا للاذلال والخنوع والابتزاز ، وهي حسمت امرها وتتجه نحو الحكم الذاتي الذي سوف يخرجها من ظلمات عهود الظلم والنهب والتسلط ويتجه بها نحو مراتع الاستقلالية وبسط النفوذ على أرضها وثرواتها ومواردها كافة لينعم بها أهلها ممن ذاقوا صنوف التهميش والاقصاء والنهب .
النفط الخام اليوم هو ملك حضرموت ومن اراد ان ياخذ منه شيئا عليه التفاوض مع أهل الأرض ومن يبسط عليها ، وليس من يسكن في فنادق الخمسة نجوم والقصور الفارهة في الخارج ، فحضرموت وحلفها ومؤتمرها والشرفاء من أهلها كافة حسموا الأمر انهم لن يسمحوا بشأن ثرواتهم ومواردهم لمن لا يملك أن يعطي لمن لا يستحق ، وهم مستميتون على أرضهم وسوف يدافعون عنها بقوة، فلا مجال لاي مساومة أو ابتزاز ، فمطالب وحقوق حضرموت واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار ، ومتى تم تلبيتها وتم تنفيذها على ارض الواقع ، هنا سوف يتم فتح باب الحوار والنقاش ويعرف كل طرف ما له وما عليه ، أما محاولة العزف على وتر خلق صراع بين عدن وحضرموت فهي سياسة تجاوزها الزمن والوقائع ،حضرموت وعدن عينان في وجه واحد ، ما يجمعهما اكثر مما يفرقهما ، تجمعهما المعاناة ، وتلتقيان في تدهور وحرب الخدمات التي تمارس بحقهما ، وصدق فيهما قول الشاعر المغفور له بإذن الله تعالى السيد حسين المحضار رحمة الله عليه:
الله الله مـــــــن ثنتين ** من بعد غيبة تلاقين
وبواقع الحال يتشاكين ** ويطلقن كل معصــــوب
لكن رمي مشاكل عدن نحو حضرموت والتنصل منها من الحكومة ومجلس القيادة هي ورقة خاسرة ولن تحقق اهدافها فالناس وصلت لوعي وادراك ، واما حضرموت فهي حرة أبية شامخة ورأسها يعانق السماء ولن تطوله ايادي العابثين ومؤمرات الحاسدين ووشايا الخائينين.