ما يمر به واقعنا اليوم هو مشروع شيطاني بنص القرآن الكريم، فإبليس قال لربه ( لأتخذن من عبادك نصيباً مفروضاً) .
ومن اجل ذلك اتبع آلية شيطانية بتكتيك واستراتيجية مرحلية فقال:( لأضلنهم) وهي اول مرحلة.. مرحلة الإضلال..
الانسان يسير على السراط المستقيم فيضله الشيطان ويجعله ينحرف عن الصراط المستقيم..قال: ( لأضلنهم).
وبعد ان يضلهم ينتقل الى المرحلة الثانية وهي مرحلة الاماني قال:( ولأمنينهم).
يخلق للانسان اماني بديلة عن هدفه الذي يسير عليه وهو مرضاة الله تعالى ومرجعيته الله تعالى وعندها تتغير المرجعية تبعاً لتوجيه إبليس وهنا يعطيه إبليس اماني جديدة ظاهرها الرحمة وباطنها فيه العذاب وهي مايسميها الغرب اليوم بالقيم الكبرى= (الحرية.. العدالة.. التنوير.. العلم.. العقل..)
وكلها اوهام لانها ليست بديلاً عن الدين بما في ذلك العقل والعلم لايمكن ان يكون بديلاً عن الدين.
فمثلاً الاتحاد السوفيتي وصل الى اقصى درجات العلم وتفوق على امريكا لكنه انهار وانهارت علومه، فالعلم ليس كل شئ ومن العلم من اباد الانسان.
اذن إبليس خلق للانسان اماني بعد ان اضله لكي يتسلى بها فيضحك على نفسه باماني كاذبة..
وهكذا يصل إبليس مع الانسان الى مرحلة تغيير الخطاب فيأمره بما يشاء ( ولآمرنهم) وهي مرحلة اعتلاء إبليس على من اتبعوه من الانس واصبح قائدهم فأمرهم ( لآمرنهم) والامر ياتي من الاعلا الى الادنى والآمر هو السيد.. ( قائد..مدير..اب) والقرآن في اكثر من آية يقول ( يأمركم بالفحشاء والمنكر).
وهكذا نجد ان الشيطان استخدم التكتيك الاستراتيجية المرحلية لاضلال الانسان.. ( الاضلال..ثم الاماني ..ثم الامر).
وبعدها يتغير اللفظ القرآني من (وسوس) الى (استحوذ)
فتأتي مرحلة الاستحواذ الشيطاني ( استحوذ عليهم الشيطان فانساهم ذكر الله) وهنا اصبح الانسان تحت سيطرة الشيطان وحين يصل الانسان الى مرحلة الاستحواذ، الشيطاني يصفه القرآن الكريم بقوله ( ألم أعهد اليكم يابني آدم الا تعبدوا الشيطان).
وهنا العبادة لا تعني الركوع والسجود للشيطان ولكن الانصياع التام والخضوع التام لأوامر الشيطان وهي عبودية له ، فيصل الانسان الى عبودية الشيطان.
وقد وصل اليها الغرب حين تركوا المرجعية الدينية فانحرفوا وحرفوا الاديان ثم خلقوا الاماني فيما اسموه بالـ (القيم الكبرى ) ثم وصلوا الى مرحلة العبودية التامة للشيطان.
وينتقل إبليس الى مرحلة متقدمة فيقول ( لآمرنهم فليبتكن آذان الانعام) حتى تبقى خاصة لشركائهم (وانعام حرمت ظهورها) لايركبونها.
وينتقل الى أعلا مرحلة في الاضلال فيقول :( لآمرنهم فليغيرن خلق الله) وهدا بالضبط مايحصل اليوم في الغرب.. اذن ماهي مرحلة تغيير خلق الله؟!
الله تعالى خلق الانسان من ذكر وانثى ( يا ابها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى) وهنا حدد الله تعالى ماهية الخلق..
لكن الغرب اليوم يريدون تغيير خلق الله فيجعلون الذكر كالانثى..فيما يسمونه ( حب واحد) واظن ان هذه الآية لم تتحقق واقعاً الا في هدا العصر.
والله تعالى قال ( سنربهم آياتنا في الآفاق وفي انفسهم) وهكدا وصل الغرب اليوم الى مرحلة تغيير خلق الله.. تغيير الجنس.
بداية اضلال الشيطان للانسان تبدا بالنزغ وكلمة (النزغ) لايستخدمها الله تعالى الا مع المؤمنين لانها بداية فكرته لاضلال الناس..
مثلاً انسان يأكل ورث اخوانه ويوسوس له الشيطان انه الاكبر منهم والاحق منهم بالورث ولاداعي لاعطائهم الميراث.
وهذه مرحلة البداية ثم ينتقل به الشيطان الى مرحلة الاماني ثم الاضلال ثم عبودية الشيطان من دون الله..
وهذا ماهو حاصل اليوم في الغرب بوضوح تام.