محمد عبدالله الموس
المتأمل للمشهد العام في طول البلاد وعرضها يرى السواد الاعظم من الناس يعيشون حالة فقر مدقع، بعضهم يرتاد صناديق الزبالة ليلا، وبعض آخر يعيش على وجبة واحدة في اليوم، وبعض ثالث يقفلون ابوابهم على انفسهم ولا يعلم بحالهم الا الله.
وفي الجهة الاخرى المظلمة من المشهد نسمع عن اشباح لا نراها، يقال عنهم نخبة، لا نعلم اخبارهم الا من تهاني وتعازي واجتماعات لا تحمل جديدا، فهي لا تتناول معاناة هذا السواد الأعظم ولا تضع حلولا تكشف عن ضؤ في اخر النفق الطويل، وهنا يتبادر الى اذهان الناس السؤال التقليدي المشروع (ذولا يشتغلوا مع من؟) وماذا يفعلون في اروقتهم المجهولة؟.
تسرب الى مسامع الناس انه يجري في احد اوكار الاشباح اياها ان هناك توجه لتكريم عشر نساء، وانه يجري الترتيب لاقامة حفل التكربم في لندن، وقيل، والعهدة على الراوي، أنهم لم يحصلوا على موافقة الاستضافة من السلطات البريطانية، نحن لم نصدق ذلك لكن احد الخبثاء قال (يا خي طالما سمعت باذنك ان الرئيس قال، دفعنا مليار ريال لشراء ساندويتشات روتي وفاصوليا للفقراء فلماذا لا تصدق ان هناك حفل تكريم في لندن؟)
سياسي كبير، سنا ومقاما، قال ان اليمن بحاجة الى دولة (كيوت) تحكمها نخبة يختارها الناس، بس نحن بدورنا نذكره ان اليمن يشهد حروبا لم ينطفي اوارها، ليس دفاعا عن مشاريع وطنية وانما صراعا على السلطة ولا يستقيم الحديث عن دولة (كيوت) في بلاد تقوم على مبدأ (إذا ما عندك سلاح ما حد يسمع صوتك حتى لو كان صوتك صوت حمار وبميكروفون كمان).
نحن نعيش حالة من الفراغ النخبوي، فمعاناة السواد الأعظم من الناس لا أحد يتحدث عنها، بجملة اخرى، هذا السواد الاعظم من الناس ينتظر من ياتي ليحمل همومه وسيلتف حوله، بغض النظر عن توجهه او مشروعه السياسي، فحيث تغيب انت يتواجد غيرك حتما وهذا من سنن الحياة.
النخبة (الحاكمة والحالمة) في واقعنا تعيش في حالة غيبوبة وبحاجة الى صدمة إفاقة، لكن هذه الصدمة قد تأتي بعد فوات الأوان.
عدن
٢٠ نوفمبر ٢٠٢٤م