آخر تحديث :الخميس-21 نوفمبر 2024-12:31م

وضع المواطن فوق الطااااقة ،،،

الثلاثاء - 19 نوفمبر 2024 - الساعة 09:05 م
د. سعيد سالم الحرباجي

بقلم: د. سعيد سالم الحرباجي
- ارشيف الكاتب


يوم الجمعة الماضي أقدم مواطن على إحراق نفسه أمام أنظار الناس في مدينة صنعاء لأنٌه عجز عن توفير أبسط متطلبات الحياة .

في الوقت ذاته أطلق جندي في مدينة عدن عدة طلقات من بندقيته على نفسه ففارق الحياة .

والمتتبع لوسائل التواصل الاجتماعي يجد عشرات الحالات لأشخاص فضلوا الموت بصمت بعيدأ عن ضوضاء الإعلام ، وذلك نتيجة تفاقم الاوضاع الاقتصادية .

وهناك قصص مروعة تدمي القلوب تحصل في المجتمع نتيجة الغلاء الذي يطحن الناس طحنأ..


ناهيك عن وجود آلاف الأسر المتعففة التي لا تجد ما تغتات عليه ، ولربما اكتفوا بوجبة واحدة ، في الأربع والعشرين ساعة .


وصل االبؤس ، والعوز ، والشقاء بالمواطنين درجة لااااااا تصدق !!!!؟؟

وكأننا في بلد فقير ليس له موارد .


وفي المقابل هناك فئة أصابتها التخمة ، ويعبثون بالأموال ، ويتطاولون في البنيان ، وهم حديثو الإسنان....يغمض الواحد منهم عينيه ثم يفتحها ..فإذا هو هامور من الهوامير .


السؤال المحير الذي يتبادر إلى أذهان الكثيرين ...

هل مجلس القيادة على علم بمثل هكذا مآسي ؟

هل مجلس الوزراء ، ومجلس النواب ، ومجلس الشورى ، والمستشارون ....مطلعون على الوضع الكارثي الذي يسحق المواطنين ؟


إذا كانوا يدرون فتلك كاااارثة !!

وإن كانوا لا يدرون فالكاااااارثة أعظم !!


كم يحتار المرءُ وهو يرى مسؤولأ أقسم قسماً مغلظأ بأن يؤدي الأمانة ، وأن يقوم بعمله بما يرضي الله ، وأن يحافظ على المال العام وأن

يلتزم بالقانون ، والدستور ، الذي يصون كرامة المواطن ، ويحفظ حقوقه ، ويتيح له الحرية ، والعيش الكريم ، ويضمن له الأمن والإستقرار وووووو.

وما أن يجف ريقه ، وينهي قسمه ، ويترجل عن منبر القسم ....حتى يقسم (في نفسه ) قسمأ آخر بأن يستغل منصبه أسوأ أستغلال ، وأن يعطي ( ضميره ) إجازة فترة بقائه في ذلك المنصب ، وأن يترك الحبل على الغارب لمقربيه يعبثون بالمواطنين ، ويستغلون حاجتهم ، وينهبون المال العام دون حسيب ولا رقيب !!؟


فيا عجبأ لحال هؤلاء!!

ألا يتقون الله في قسمٕ أدٌوه بكامل حريتهم ، وكامل أهليتهم ، وكامل قناعاتهم ؟

ألا يدري أولئك أنهم موقوفون بين يدي الله ، وسيسألهم عن الصغير ، والكبير ، والنقير والقطمير ؟

ألا يتقون الله في أنات المرضى ، وصرخات الجوعاء ؟

ألا يعلم أولئك أنٌ الله يمهل ولكنه لا يهمل !!؟؟

ألا يدرك المساكين أنٌ الله يرفع دعوة المظلوم فوق الغمام ثم يقول : وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين ؟


أي بشر أنتم ؟

ألكم قلوب حقأ ؟

ألكم مشاعر ، وأحاسيس ؟


الذي اكاد أجزم به ....أنكم تعطلون أجهزة الاحساس لديكم تماماً ، وتمنحون ضمائركم إجازة مفتوحة ....حتى تكونوا في فسحة من العبث !!


عجبأ لكم !!

بل تباً لكم وألف تب !!

اتقوا الله في أنفسكم ، إتقوا الله في يوم تُرجعون فيه إلى الله .


ألا ترون كم جمع من كان قبلكم ...وكيف كانت نهايته ؟

ألا ترون (كم تركوا من جنات وعيون ، وزروع ومقام كريم ، ونعمة كانوا فيها فاكهين ) ؟

ألا ترون كيف تلاحقهم لعنات المظلومين صباحأ ومساءً ، وصيفأ وشتاء؟!!


فكيف لكم أن تصمٌموا على السير في الطريق الخطأ وأنتم تدركون نهايته الوخيمة ؟


وأنتم ، أنتم أيها المظلومون :

أعلموا أنٌ لكم ربأ يسمع ، ويرى ، ومطٌَلع على آلامكم ، وأوجاعكم ....

وبين أيديكم سلاح فتاك لو احسنتم استخدامه لانتقم الله لكم من ظالميكم .


فقط تحينوا الأوقات المناسبة ووجهوا دعواتكم

إلى جبار السموات ، والأرض ، إلى المنتقم سبحانه ...

وهو وحده من سيكفيكموهم ، وهو وحده من سيتولى نهايتهم الوخيمة .


فياربنا ...

لقد تمادى الظلمة في ظلمنا ، وتجاوزوا الحد فى طغيانهم ، ومسنا وأهلنا الضر وأنت أرحم الراحمين ...

فنسألك بأسمائك الحسنى ، وصفاتك العلى ..

أن تنتقم لنا ممن ظلمنا ، وأن ترينا فيهم عجائب قدرتك .