في الوقت الذي تعتبر فيه الرياضة وسيلة لتوحيد الشعوب، وإشاعة روح التنافس الشريف بين الأفراد والمجتمعات، نجدها اليوم في بعض الأماكن قد تحولت إلى ساحة للصراعات السياسية والمناكفات المناطقية، هذا الانحراف المؤسف أفقدها قيمتها النبيلة، وحولها من مصدر للفرح والإلهام إلى ميدان للتوتر والإحباط.
الرياضة هي فن التنافس النزيه، لا تأثير لها على السياسة ولا علاقة لها بالمنازعات المناطقية أو الأجندات الشخصية، لكن للأسف، هناك من يصر على تسييس كل جميل وتحويل الرياضة إلى أداة لفرض أجنداته الضيقة، بدلاً من أن تكون وسيلة لتقريب القلوب، أصبحت تستغل كوسيلة لتعميق الانقسامات وتأجيج الخلافات.
إن ما نشهده من تداخل بين الرياضة والسياسة ليس إلا انعكاساً للقلوب المريضة التي لا تستطيع رؤية الأمور بمنظور نزيه وبريء، هؤلاء الأشخاص لا يهتمون بالرياضة ولا بالقيم التي تمثلها، بل يستخدمونها كوسيلة لتحقيق مكاسب شخصية أو لإرضاء أسيادهم على حساب مصلحة الشباب ومستقبلهم.
الأمر الأكثر تعقيداً هو أن بعض الأطراف استغلوا مواقعهم وسلطاتهم لتعطيل أي تقدم رياضي يخدم الشباب والمجتمع،بدلاً من دعم الطاقات الشابة وتمكينها لتحقيق أحلامها، نجدهم يزرعون العراقيل ويؤججون المناكفات لخدمة مصالحهم الشخصية أو المناطقية، هذه التصرفات لا تؤثر فقط على مستقبل الرياضة، بل تقضي على الأمل في نفوس الشباب وتجعلهم ضحايا صراعات لا علاقة لهم بها.
الرياضة لا يفترض أن تكون مجالاً للمنافسة القذرة أو وسيلة لتصفية الحسابات، هي وجدت لتجمع القلوب، وتمنح الشباب الأمل، وتصنع الروابط الإنسانية بين مختلف الفئات والمجتمعات، لذلك، يجب على الجميع أن يدرك أن إفساد الرياضة هو إفساد للمجتمع بأسره.
إن مستقبل الرياضة والشباب لن يتحسن إلا إذا وقف الجميع ضد تسييس الرياضة واستغلالها،يجب أن تعود الرياضة إلى جوهرها الحقيقي: تعزيز الروح الرياضية، غرس قيم التعاون والاحترام، وفتح أبواب الفرص أمام الشباب .
إن استمرار تداخل الرياضة مع السياسة والمناكفات يؤدي إلا إلى مزيد من الفشل والإحباط، يجب أن نرفض جميعاً هذه المحاولات البائسة، ونعمل على إعادة الرياضة إلى مكانتها الحقيقية كرمز للقوة والإنسانية، فالرياضة ليست أداة صراع، بل جسر للتواصل والتنمية وبناء المجتمعات.