آخر تحديث :الخميس-21 نوفمبر 2024-12:52م

ليلةالقبض على قطبي الكرةاللاتينية

الجمعة - 15 نوفمبر 2024 - الساعة 07:43 ص
نزار أنور

بقلم: نزار أنور
- ارشيف الكاتب



هناك حيث تنضح الأرض بثرواتها تجمع الفنزويلين في ماتورين المدينة التي تبعد عن العاصمة كراكاس بحوالي 415 كم و تحديدا في أستاد مونومنتال دي ماتورين ، وقف الجميع صفا واحدا خلف منتخب بلادهم الذي يخوض إحدى أهم مباريات التصفيات المؤدية إلى مونديال 2026 م و أمام كبير القارة اللاتينية منتخب راقصي السامبا البرازيل .

لم يتطلب الأمر كثيرا حتى يتبين للمتابع الغير فنزويلي البون الشاسع بين كلا المنتخبين ، فالتاريخ و الأسماء و جودة اللاعبين جميعها أشياء تخبرك أين سيكون اتجاه المباراة .. لم تمضي سوى دقائق قليلة حتى فرض راقصي السامبا إيقاع لعبهم على مجريات اللقاء و بينما كان الجميع خلف شاشات التلفاز ينتظرون قدوم أول الأهداف مبكرا ، كان الفنزويلين رأيا ٱخر ، حيث قرر أبناء المدرب ليوناردو كوفري أن اليوم هو ليس يوم الخسارة من البرازيل فقاتلوا بضراوة على الكرة و حدو من خطورة مهاجمي السيليساو و استبسلوا في الدود عن مرماهم و قادوا بعض الهجمات المرتدة السريعة و الخطيرة في اتجاه المرمى البرازيلي كادت إحداها أن تؤتي ثمرها ، قبل أن يستفيد المتألق رافينيا من كرة ثابتة خارج منطقة الجزاء خدع بها الحارس الفنزويلي و سددها ببراعة و دقة فائقة فأرتطمت كرته بالقائم الأيسر و سكنت الشباك الفنزويلية كان ذلك في الدقيقة 43 من الشوط الأول .


قبل أن يبدأ الشوط الثاني ظن الجميع بأن البرازيل ستزيد غلتها من الأهداف في الشوط الثاني ، لكن الفنزويلين لم يرموا المنديل بعد ، فدخلوا شوط اللقاء الثاني بعزيمة أكبر و أخذوا زمام المبادرة و اتجهوا نحو المرمى البرازيلي كثلة واحد و دون هوادة و تمكن الصغير سيغوفيا ابن العشرون عاما و الذي يخوض أولى مبارياته مع منتخب بلاده من تسديد كرة قوية لم يتمكن أديسون من إيقافها و سكنت شباك البرازيل معلنة عن عودة المباراة إلى نقطة البداية و عن تعادل تاريخي و عن ميلاد نجم فنزويلي جديد اسمه (تيلاسكو سيغوفيا) كان ذلك بعد دقيقة واحدة فقط من انطلاق الشوط الثاني للمباراة .


حاول البرازيليين العودة إلى التقدم في اللقاء لكنهم اصطدموا في مرات عديدة بصلابة دفاعية فنزويلية منقطعة النظير ، و الهجمات المرتدة الفنزويلية أيضا أربكت حسابات المدرب البرازيلي دوريفال جونيور ، وفي الدقيقة 60 احتسب الفار ضربة جزاء مستحقة لراقصي السامبا انبرى لتنفيذها فنيسيوس جونيور تصدى لها الحارس الفنزويلي قبل أن تعود إلى فيني من جديد ليسددها برعونة إلى خارج الملعب .. الجدير بالذكر أن فنيسيوس السيليساو لا يشبه كثيرا فيني مدريد فالأخير لم يتمكن من فعل كل تلك الأشياء التي يفعلها هناك مع ريال مدريد و لم يستطع حتى هذه اللحظة من إعلان نفسه أنه نجم السيليساو الأبرز كما يحدث في البيرنابيو .. انتهى اللقاء و مع نهايته بدأت الاحتفالات الفنزويلية و الأهازيج في ملعب مونومنتال دي ماتورين ، على الجانب الآخر بدأت التساؤلات تلقي بظلالها على الأداء البرازيلي المتذبذب تحت قيادة المدرب دوريفال .


هناك في البراغواي كانت بطلة العالم الأرجنتين على موعد مع مفاجأة أخرى ، ربما أولاد المدرب اسكالوني لم يحسبوا لها مسبقا أي حساب ، ففي تمام الساعة الثانية والنصف صباحا من يومنا الجمعة انطلق اللقاء المرتقب بين راقصي التانجو و أبناء العاصمة أسنسيون ، منذ الدقائق الأولى اندفع لاعبوا المنتخب البراغواي نحو الكرة و ضيقوا المساحات على لاعبي التانجو و أتبعوا اسلوب الضغط العالي فمنعوا ميسي و رفاقه من ممارسة اسلوبهم المعتاد في نقل الكرات البينية و السريعة .. كانت الأحضان التي جمعت بين اسكالوني و ألفارو و التي سبقت اللقاء بمثابة جس نبض أحدهما للٱخر ، و يبدوا أن المثل الشهير القائل : (( لا يفل الحديد إلا الحديد .. )) هو ما جسده ذلك اللقاء ، فالمدربين الأرجنتينين دخلا غمار هذا اللقاء و كلاهما يعلم كيف يفكر الٱخر .. لكن ألفارو تمكن جيدا من قرأة اسلوب لعب اسكالوني و عرف تماما كيف يوقف مفاتيح لعبه ، ليس ذلك فحسب بل تمكن الأرجنتيني الذي يقود البراغواي من معرفة نقاط الضعف و أن يستغلها الاستغلال الأمثل و يخرج منتصرا على غريمه و ابن بلده بطل العالم بنتيجة 2/1 بعد أن تفوق عليه تكتيكيا و فنيا .. الجدير بالذكر الإشارة إليه أن اللقاء شهد أحد أجمل أهداف التصفيات بمقصية رائعة من اللاعب أنطونيو سانابريا سكنت أقصى يمين شباك الحارس مارتينيز الذي لم يتمكن من فعل أي شيء أمام براعة تسديدة سانابريا .. و بعد هذه الخسارة تكون الأرجنتين قد تلقت خسارتها الثالثة في التصفيات بعد أن خسرت في مرتين سابقتين أمام الأرجواي و كولومبيا لتصبح الأخيرة أمام فرصة مناسبة لتعويض فارق النقاط الثلاث التي تفصلها عن المتصدرة الأرجنتين و تصعد معها إلى صدارة الترتيب .


#بقلم / نزار أنور