آخر تحديث :الأحد-22 ديسمبر 2024-03:30ص

أسوار عدن – تاريخ وحصون في فلسفة التاريخ

الأربعاء - 13 نوفمبر 2024 - الساعة 01:14 م
حسين الوحيشي

بقلم: حسين الوحيشي
- ارشيف الكاتب


تحدث ابن المجاور في كتابه "تاريخ ثغر عدن" عن أسوار المدينة وأحداثها التاريخية. يضم الكتاب أيضًا "تاريخ المستبصر" وما يتعلق بمدينة عدن وأخبارها، بالإضافة إلى معلومات مختارة من تواريخ ابن المجاور والجندي والاهدل.


توجه توران شاه الايوبي إلى اليمن فوصل زبيد عام 569 هـ (الموافق 1174م) وملكها، حيث قتل عبد النبي بن مهدي، ثم ضم عدن وصنعاء وتعز وسائر اليمن. منذ عام 1174م، بدأ العمران الفعلي لعدن تحت الحكم الأيوبي، وتوالت عليها السلطات من بني الرسول ثم الدولة العامرية ثم الطاهرية.


في عام 1538، قُتل سليمان باشا الطواشي، سلطان عدن، عامر بن عبد الوهاب، وهدم أسوار عدن وقلاعها، حيث رمى مدافعها نحو البحر، وأخرج مدير عام ميناء عدن "ام زرب" بعضًا من تلك المدافع.


كانت دولة الرسوليين من أطول الدول عمراً في تاريخ اليمن الوسيط، إذ استمرت قرنين وثلاثة عقود، وحكمها خمسة عشر ملكًا، أولهم **نور الدين عمر الرسولي** وآخرهم **المسعود**، المعروف بأبي القاسم صلاح الدين بن الأشرف الرسولي. يرفع النسابون نسب الرسوليين إلى **جبلة بن الأيهم الغساني**، وهم فرع من قبيلة الأزد اليمنية التي نزحت إلى شمال الجزيرة بعد انهيار سد مأرب، وسيطرت في بلاد الشام.


أعادت **بريطانيا** بناء أسوار عدن بين عامي 1839 و1860، ثم أعادت بناء **قلعة صيرة** على النمط الأوروبي، وجعلت المدافع القديمة قواعد حديدية للمدافع الحديثة. كما أُقيمت تحصينات في **حبل المنظر**، **حقات المعاشيق**، و**راس العشاق**. أما **فنار التواهي** فقد زُود بمدافع ساحلية تعمل بمحركات كهربائية خلال الحرب العالمية الثانية.


عملت بريطانيا على تنظيم مسابقات لتسلق **جبل شمسان** من المعلى، وذلك لاكتشاف مواطن الخطر والتسلل إلى عدن، فتقوم إما بتكسير الجبل أو بناء أسوار مانعة. ومن ناحية **جبل التعكر، جبل حديد، حصن القفل، حصن الجارف،** و**حصن العرق**، كانت كل هذه المواقع تمثل خطوط دفاعية سابقة للسور الشمالي وباب البر.


حاول **الكابتن هينز** تنظيف **صهاريج الطويلة** من الأحجار لتستوعب كمية أكبر من الماء كمخزون استراتيجي لعدن وللجيش في حالة الحصار. كما تم بناء المعسكرات خارج مدينة عدن وقريب من الصهاريج لحمايتها. وقد قام **قهوجي**، التاجر الفارسي، بإعادة بناء السور وزخارف الصهاريج، حيث إن معبده لنار المقدسة كان قريبًا من الصهاريج.


كانت الصهاريج غالبًا ما تسبب إزعاجًا بسبب تكاثر البعوض، مما أدى إلى انتشار حمى الضنك والملاريا. لم يكن الناس يشربون من مياه الصهاريج مباشرة، بل كانت المياه المخزونة في البرك تغذي المياه الجوفية وآبار عدن، وكان قرب الصهاريج يحتوي على أكبر بئر عدنية.


أغلب تحصينات عدن وأسوارها أُخربت على يد **سليمان باشا الطواشي**، القبطان البري العثماني، بالإضافة إلى الإهمال والعوامل الطبيعية. جميع الآثار الباقية من التحصينات هي من أعمال الاستعمار البريطاني.