آخر تحديث :الأحد-22 ديسمبر 2024-03:30ص

تكتل كورال ليمتد

الأربعاء - 13 نوفمبر 2024 - الساعة 10:59 ص
محمد عبدالله الموس

بقلم: محمد عبدالله الموس
- ارشيف الكاتب



محمد عبدالله الموس


هناك مثل يافعي شائع يقول (ان نعه مرقة وان احجره مرقة) ويعني هذا ان سمعت صوت (الناعية) فأن هناك ميت وهذا يعني وليمة، وان سمعت صوت (المهلهلة) فهذا يعني ان هناك عرس، اي وليمة، وفي الحالتين هناك (مرق).


هذا المثل يذكرنا بالتكتلات والكيانات (الموسمية) التي يتم جلبها في رحلات سياحية قصيرة ليجتمعون في واقع لا يعرفون عنه شيئا ولا يطيقون العيش فيه، فما يهمهم ان هناك من سيدفع مخصصات مالية وربما موازنات معتمدة، ثم يعودون إلى منافيهم الاختيارية وفنادقهم الفاخرة بعد إثبات حضور بصور استعراضية لا يتجاوز تأثيرها ابواب قاعة اجتماعهم.


ما يميز تكتل كورال ليمتد انه (ليمتد) فتاثير افراده محدود، وهو لم يستطع حتى اخراج فعالية شعبية واحدة في مناطق سيطرة الحوثي، اما في المناطق المحرره فهو رديف باهت لشرعية عاجزة عن احداث اي تغيير في اي شي (بالمطلق) فالكهرباء تعمل بنظام (التذكير) تذكرنا ان عندنا كهرباء حتى لا ننسى، والماء بنظام (الوراد) الذي كان يجوب شوارع بعض الأحياء يوزع المياة في زمن بعيد. والاجور لا تكفي لأبسط ضروريات الحياة، اما وسائل العصر والكماليات فقد سقطت من اذهان الناس.


تكتل كورال كانوا (شيك) في ازياؤهم مقارنة بباقي المكونات (السفري) التي عاصرناها طوال سنوات الحراك الجنوبي وما تلاها، فحتى ملابس دولة رئيس الوزراء وسعادة السفير الأمريكي بدت متواضعة مقارنة بملابس المتكتلون الضيوف، ولا كأنهم ينتمون لبلد تطحنها الحرب على مدى عشر سنوات ويعاني اهلها من المجاعة وضنك العيش، بل مستوردون، وتنم عن ذلك مقتنياتهم الفاخرة ووجوههم اللامعة التي لم يلفحها الحر ولم تمسها المجاعة، بخلاف الوجوه (البلدي) التي عهدناها من أولائك الذين يفطرون بساندويتش جبن.


لا احد ينكر على تكتلات (المآتم والاعراس) ان يتكسبون، فهذا امر يخص من يمولهم، ولا نرفض حق اي حد في ان يحمل رايا آخر، وان يشتغل مع اي حد او يشارك اي حد، لكن عندما يتعلق الامر بمصير الجنوب ووحدة الجنوب وتطلعات وتضحيات ابناء الجنوب فهذا ليس رأيا ولكنه تحدي لإرادة شعب.


سيرفض أبناء الجنوب، وبقوة، كما رفضوا بالامس، وسيتصدون كما تصدوا لغزوات الجنوب وستقف الارادة الشعبية الجنوبية في وجه من يتحداها، فدماء الشهداء والجرحى ليست للبيع، ولن يقبل أبناء الجنوب العربي ان تذهب دماء شهدائهم وجرحاهم هدرا او ان تختزل قضيتهم في مفردات بيانات هزيلة تم رفض اكبر واهم منها وسال بعدها انهارا من الدماء.


ان الطريق الى سلام واستقرار حقيقي يأتي من خلال الاعتراف بحق ابناء الجنوب في قيام دولتهم وتقرير مصيرهم وليس باستهداف الجنوب حربا وارهابا ومعاناة وتزييفا لارادة ابناءه بمن تيسر.


عدن

١٣ نوفمبر ٢٠٢٤م