من الأخبار المفرحة التي اطّلعنا عليها خلال الأيام القليلة الماضية هو تدشين مشروع إنارة شوارع لودر الرئيسية والفرعية بدعم من دولة الإمارات العربية وبرعاية عضو مجلس القيادة أبو زرعة المحرمي.
مثل هذه الأخبار والأعمال ينبغي أن تحظى باهتمام بالغ وكبير من قبل الجميع، وعلى رأسهم السلطة المحلية والأقطاب المتنافسة فيها، لأنها ستُسجل في دواوين إنجازاتهم حتى وإن كان المردود أو الفائدة التي سيجنونها من هذا المشروع صفراً.
المهم هو الإخلاص والصدق والتفاني من أجل إنجاز هذا المشروع وإتمامه بمواصفاته ومقاييس الجودة التي نصّت عليها الاتفاقية المبرمة بين القائمين على تنفيذه والجهات المعنية في لودر، سواء كانت مجتمعية أو سلطة محلية.
فقد جرت العادة أن نصاب بخيبة أمل وصدمة كبيرة من تعثر المشاريع أو أشباه المشاريع، بسبب سياسة الفائدة المرجوة من هذا المشروع أو ذاك، أو بسبب صراع المتناحرين على الفائدة والمردود الذي سيجنونه من خلاله، فباتت عندنا عقدة نجاح أي مشروع يتصدر مشهده نفس الوجوه (المستنسخة) التي أكل عليها الدهر وشرب.
وحقيقة أقولها: الصدمات المتتالية والمتعاقبة التي مُنيت بها الأوساط في لودر ومناطقها، بسبب الفشل الذريع للسلطات المحلية ومن ينضوون تحت لوائها وطائلتها في كافة المناحي الخدمية، ولا سيما بعد حرب مارس من العام 2015م، كانت كبيرة جداً؛ حيث تعيش المديرية ومناطقها تراجعاً وتردياً كبيراً في كافة الخدمات، إلا القليل النادر من المرافق التي استطاعت أن تقف في وجه النهب والسلب واللطش الممنهج لدى الأسياد.
ولم يعد بداخلنا مثقال ذرة من أمل في أحد؛ فالكل أثبت فشله الذريع وسعيه وراء مصالحه الذاتية أو سكوته عن مطالب المديرية واحتياجاتها وضروريات الحياة والازدهار فيها.
إذن، نجاح هذا المشروع والخروج من بوتقة الفشل والمؤامرات ضرورة حتمية لحفظ ماء الوجه (المسكوب) لهؤلاء الأصنام الذين أصبح التناحر على المناصب (والكعكة) لديهم أهم بكثير من خدمة المواطن والمديرية. بل ولتذهب المديرية إلى الجحيم!