آخر تحديث :الخميس-14 نوفمبر 2024-11:29ص

تكتل جديد... لأننا بالتأكيد بحاجة للمزيد!

الأربعاء - 06 نوفمبر 2024 - الساعة 11:36 ص
امين عبدالخالق العليمي

بقلم: امين عبدالخالق العليمي
- ارشيف الكاتب


عندما تطالعنا الأخبار بتكتل جديد في اليمن، نشعر وكأن الحياة هنا خالية من أي مشاكل أخرى، وأن كل ما ينقصنا هو المزيد من الأحزاب والتكتلات،

لقد أصبح الإعلان عن تكتل جديد يشبه إطلاق نوع جديد من القهوة بنكهة القات يرفع التخديره، وعلينا كمواطنين تقبل هذا "الابتكار السياسي" بنفس الروح التي نتقبل بها أي شيء لا نملك تجاهه رأياً،

يبدو أن بعض الساسة يعتقدون أن الحل لكل أزمات البلاد يبدأ بصياغة شعار، وإضافة كلمة "التكتل" أمام اسم جذاب آخر! ألم يعلم هؤلاء أن المواطن اليمني اليوم لم يعد يتأثر بالشعارات كما كان في الماضي؟ ماذا سيضيف التكتل الجديد؟ هل سيجلب الماء النقي إلى المنازل، أو الكهرباء التي تقطع كما تشاء، أو ربما يوفر الخبز الذي أصبح سعره أشبه بالمستحيل؟

وفي زحمة الحياة التي نخوضها، مع انقطاع الكهرباء والماء، وتقلبات سعر العملة، تأتي هذه البشارة الجديدة،

يا أيها الشعب، لقد وجدنا الحل... تكتل جديد!" هكذا يرون الحل السحري، وكأننا أمام وصفة علاج شعبي لكل أمراض اليمن،

وليت الأمر يتوقف عند هذا، بل يصبح كل تكتل أشبه بحزب عائلي، يتألف من أسماء قديمة وجديدة، تحمل كل ما تحمله من تناقضات وتعارضات،

فلا أحد منهم متفق مع الآخر، ولا أحد منهم متفق حتى مع نفسه، لكنهم يتفقون في شيء واحد فقط: الإعلان عن التكتل هو الحل!

تصور معي حال المواطن اليمني وهو يتابع هذه الأخبار؛ فبينما يرزح تحت ضغوط الحياة اليومية، ويعاني من غلاء المعيشة وانعدام الخدمات، تأتي الأحزاب لتعلن عن تجمعها الجديد بكل فخر واعتزاز، كأنهم يقولون له: "اصبر قليلاً، التكتل الجديد قادم لينقذ الموقف، ولن نتركك وحدك في مواجهة انقطاع الماء والكهرباء!،

إن هذا السيل المتدفق من الأحزاب والتكتلات يعطينا انطباعاً وكأن اليمن أصبح مختبراً للتجارب السياسية، وفي وسط كل هذه الفوضى، لا عجب أن المواطن اليمني بات يتقن فن السخرية على هذا الواقع المرير؛ لأنه ببساطة، إن لم يسخر من هذا الوضع فسوف يضيع في بحر من الإحباط،

فيا ليتهم يوظفون "تكتلاتهم" لخدمة المواطن، ويوفرون عنه عبء "التكتل" بالإعلان عن تكتل الخدمات، أو تكتل تحقيق الأحلام أو حتى تكتل الكهرباء الدائمة! أو تكتل اقتصادي ينفع ويخدم البلد، لربما يجد هذا المواطن المبتلى ما يضحك عليه بدل أن يضحك عليهم،

ياهؤلاء لقد ابتلانا الله بكم افضل أن تعلنوا تكتل مقاطعة مسئوليكم الذين تضغطون علي القياده باستمرار فسادهم، باسم التوافق،

الله يعينك يافخامة الرئيس لقد ساعدناك بتكتل القهوه بنكهة القات، وغداً سنجربها بتكتل بنكهة التمبل.