في منتصف ليلة البارحة شعرت بهواجس غريبة وحلمت بأمنيات تكاد تكون مستحيلة في زمن أصبح الحصول على لقمة العيش الكريمة فيه عسيرا" وأستشرى فينا الخوف وأفتقدنا للأمن والأمان ففي مديتنا الحالمة زنجبار صار كل منا يشكو للآخر حاله وأوجاعه وألمه وحرمانه من أبسط الحقوق فتألمت لحالنا وغرقت بعد ذلك في المتاهة ولا أدري كيف خطرت على بالي فكرة نادرة في هذه الليلة القمراء الهادئة فبعثت برسالة ذهنية مستعجلة إلى مواطني مدينتي مع يقيني أنها ستنتقل بالتخاطر عبر الذبذبات التي تنبعث من هالتي وطاقتي الأيجابية وتسافر عبر الهواء وتصل إليهم كغيرها من ذبذبات التواصل الكونية المعروفة في هذا العالم وطلبت منهم في رسالتي أن يختاروني واليا" عليهم وخادما" لهم وذيلت رسالتي بسيرتي الذاتية وبينت لهم أنني أحد كوادر أبين وأمتلك قدرات علمية وعسكرية وتجربة رائدة لا يمتلكها أحدا" من ولاة هذا الزمان..
وبعد برهة من الزمن رن هاتفي وسلمني رسالة من أحد أصدقائي يطلب مني المساعدة في حل مشكلة وقعت في الحارة ويصفني في رسالته بأنني أحد الشخصيات الأجتماعية والأمنية الهامة التي يتفق عليها الناس.. فجلست أفكر في ذلك وشعرت بثقة في نفسي وأعجبتني الفكرة وحلمت أنني صرت واليا" على هذه المدينة ولم يأت بي لهذه الولاية ظالما" ولم يستأجرني لها فاسدا" وصرت حرا" ومستقلا" ولا واليا" على ذاتي غير ربي..جمعت الفئات الشبابية وذوي العقول والإكفاء حولي من الخيرين فخططت خططا" مزمنة ومعي مجموعة من المستشارين ووضعنا خطة محكمة لمحاربة الفساد والقضاء عليه ثم بحثنا مع كوادر مؤهلة وضع دراسة لمعالجة التعليم وأصلاحه وتغيير المناهج الدراسية وإعادة تأهيل المعلمين أمرت بأنشأ جمعيات زراعية وحيوانية وسمكية وبناء مصانع عامة لتعليب الأسماك والطماطم وغيرها وأنشأ بنك خاص بالموارد والضرائب وأمرت بأصلاح وتحديث المؤسسة الأمنية وأصلاح منظومة القضاء ومحاربة المخدرات أمرت بالدعم المستمر للشباب والرياضة وإعادة التعليم المجاني في كل المراحل وأصلاح الجانب الصحي وخدماته ألمجانية وبناء المستشفيات العامة أمرت بتخصيص بند مالي لمساعدة الشباب على الزواج ودعم الأيتام ورياض الأطفال وانشأ شركة وطنية لدعم الفلاحين والصيادين والأسر الفقيرة أمرت بدعم أساطين الأدب والثقافة والمبدعين وجميع الفنون ودعم المرأة وتمكينها من المشاركة مع الرجل في مختلف مناحي الحياة وأمرت بأصلاح التعليم الجامعي وأستيراد طاقة شمسية كبيرة تغطي أحتياجات مدينة زنجبار وضواحيها كما أمرت بمنع بيع القات في المدينة ويخصص له مكان على الساحل وأمرت بوضع قانون لمستخدمي مكبرات الصوت لعدم أزعاج الناس والحفاظ على السكينة العامة أثناء الاحتفالات والمناسبات وأمرت إدارة الأرشاد الديني بوضع خطة لأئمةالمساجد وان يرفع الصوت من المآذن فقط في الاذان والصلوات المفروضة ويوم الجمعة ..
وعندما كنت أفكر بكيفية التعامل مع النازحين ومع التجار وضبط الأسواق وأيجاد حلول للغلاء أخذني النعاس إلى عالمه رويدا" رويدا" فنمت وتركت أحلامي وهواجسي في ملاعب الجن.