آخر تحديث :الأربعاء-27 نوفمبر 2024-07:39ص

انسجام عالمي.. لوحة أخوية جمعت اليمن والمملكة

الثلاثاء - 05 نوفمبر 2024 - الساعة 11:45 م
عماد جسار

بقلم: عماد جسار
- ارشيف الكاتب


من العاصمة الثقافية للاتحاد الأوروبي، ومن قهوة روزا في بلوفديف ببلغاريا، وتحت اجواء ممزوجة بين الخريفية والشتوية، سماء غائم وطقس عليل،

فتحت هاتفي لأتصفح مستجدات وطني الحبيب اليمن، انهالت عليّ صور وفيديوهات، تحت وسم #انسجام_عالمي

شدتني لتأملها بعمق فأخذت اتساءل: هل هذه اليمن ؟ أي محافظة يا ترى ؟ لم اصدق ذلك وكأن الانقلاب وما أحدثه قد اصبحوا من الماضي!.


اجواء فرائحية بامتياز، هذا الكم الهائل من الحاضرين ،اتضح لي لاحقا ان هذه الاحتفالية البهيجة ،لم تكن في اليمن، بل في العاصمة السعودية الرياض، الوطن الثاني لليمنيين الذي احتضنهم لعقود.


في المملكة وجد المغتربون انفسهم في هذه الاحتفالية التي بدت وكأنها تجسد الحلم بوطن آمن ومستقر يشعرك بقيمة الدولة.


فالمملكة العربية السعودية، والجمهورية اليمنية هما عينان في جسد واحد، تتشاركان ثقافة واهداف واحدة، حيث عكس الفن اليمني بموسيقاه والفلكورات الشعبية والرسم التكشيلي العمق الاخوي والثقافي بين البلدين.


احتفاء كبير ومبهر توافد إليه الجمهور اليمني من انحاء المملكة ومن داخل اليمن ممن لبوا الدعوة السعودية، جمعتهم الرياض في حديقة السويدي ، في انسجام عالمي نظمته وزاراة الاعلام السعودية، مجسدين لوحة فنية عظيمة ، أظهرت اليمن السعيد في زمن الحزن والظيم.


رُسمت الابتسامات على وجوه اليمنيين، عبروا بتلك الابتسامات عن صادق شكرهم للمملكة ولكل من ساهم في تنظيم هذا المحفل البهيج، وعلى اتاحة الفرصة لهم للتنفيس عن ارواحهم في التوقيت الذي أحرمهم فيه الانقلاب الحوثي من السعادة والابتهاج.


في المقابل ، لم تغب بعض الانتقادات اللاذعة للقائمين على تنظيم هذه الفعالية سواء من الجانب اليمني او السعودي، والتي تصفحتها في منشورات البعض، حيث انتقدوا طريقة الدعوة التي توجه لنفس الاشخاص في مختلف المحافل وخاصة السنوات الاخيرة، مشيرين إلى ضرورة اضفاء وجوه جديدة للمشاركة في اي احتفالية أو ندوة او مؤتمر تقيمه المملكة حول الشان اليمني، وهذا رأي ووجهة نظر تستحق الاحترام ايضا ويضع لها الحسبان، فالتنوع في الشخصيات، واتاحة الفرصة للوجوه الاخرى دليل على الاهتمام بكل أطياف المجتمع اليمني، فاليمن يحوي الكثير من الشخصيات كرجال الاعمال والاعلاميين والصحفيين، والاقتصاديين، والسياسيين، وكذا الفنانين اليمنين الكبار والقدماء الذين لو تمت دعوتهم كحضور شرفي إنه لأمر سيعزز من الانجسام العالمي، ولا ننس الشباب الطامح الذين يمتلكون رؤى عصرية تساعد في تحقيق الاهداف المشتركة لليمن على مختلف الأصعدة السياسية والاعلامية والاقتصادية والعسكرية.


اجمالًا لقد تجاوزت الفعالية الثقافية الحدود، أضحت وكأنها جسرا يربط الاخوة ويعمق المحبة والانسجام بين الشعبين الشقيقين.