آخر تحديث :الأحد-22 ديسمبر 2024-03:30ص

مارد المصباح و الطلب الغير متاح.!!!

الجمعة - 01 نوفمبر 2024 - الساعة 05:17 م
لطفي عبدالله الكلفوت

بقلم: لطفي عبدالله الكلفوت
- ارشيف الكاتب



بسم الله الرحمن الرحيم

تتحقق الامنيات ببساطة دون بذل اي مجهود يقوم به ابطال قصص الاساطير التي تتحدث حول امتلاك البعض منهم قوة سحرية تحقق له الامنيات التي يتمناها مثل اسطورة " مارد المصباح " فما على بطل الاسطورة "علاء الدين" سوى فرك المصباح و طلب تحقيق ما يتمناه من المارد و في غمضة عين يجدها قد تحققت و هذا في الشق الاول من قصة الاسطورة اما في الشق الثاني من الاسطورة فقد انتاب علاء الدين حالة احباط شديد دفعته للاستسلام عند ما فقد المصباح السحري الا ان اختطاف عدوه لحبيبته ياسمين التي جعلها الله سكنا و وطنا له كان حافزا للخرج من حالة الاحباط و التراجع عن قرار الاستسلام ليكتشف حينها ان لديه قوة كامنة بداخلة يستطيع من خلالها تحقيق الامنيات و هي قوة الارادة التي استعاد بها الحبيبة المختطفة بعد بذل مجهود شاق في سبيل استعادتها و اتمنى ان تفهم المكونات السياسية المشاركة في الحكومة الشرعية مقارنة الاسطورة بالواقع الذي تعيشه في هذا المقال.


ما تزال جميع المكونات السياسية المشاركة في الحكومة الشرعية تعيش الشق الاول من الاسطورة فهم حتى اليوم يطلبون من المجتمع الدولي الضغط على الانقلابيين الحوثيين لقبول الحلول الاقتصادية التي يعتقدون انها ستوقف حالة استمرار تدهور قيمة العملة المحلية على اعتبار ان المجتمع الدولي هو مارد المصباح محقق الامنيات الذي لم يستطع تحقيق مطلبه في اطلاق موظفيه من معتقل الحوثيين و لا اعني بهذا المثال عدم اهمية دور الامم المتحدة التكميلي لدور الحكومة الشرعية و انما من اجل ان تنتقل المكونات السياسية التي تحكم المحافظات المحررة الى الشق الاخر من الاسطورة فتقوم بدورها الاساسي الذي يمكن ان يحقق جميع الامنيات او على الاقل تحقيق الاقتصادية منها من خلال قبول تنفيذ الاصلاحات الادارية و تحسين الالية المالية و ضبط الانفاق الحكومي وفق بنود صرف منظمة و خطة عمل موحدة داخل جميع المناطق المحررة.


حسب التصريحات الصحفية عن اخر اجتماع للمجلس الانتقالي الجنوبي حاول الهروب من تحمل المسؤلية كعادته ملقي بها على دول التحالف العربي عندما طلب منها التدخل لايقاف تدهور قيمة العملة المحلية معتقدا انها مارد المصباح صاحب القوة السحرية التي تحقق هذه الامنية رغم انها قامت باكثر من دورها التكميلي لدوره الاساسي الذي كان عليه ان يقوم به كشريك في الحكومة الشرعية و حاكم لاحد المحافظات المحررة على الاقل ان لم يكن حاكما على اكثر من محافظة مثله مثل غيره من بقية المكونات السياسية الاخرى التي تتهرب من تحمل مسئوليتها او تعتقد ان حل الازمة الاقتصادية تتحقق من الخارج بينما هو ممكن اذا اطلقت هذه المكونات السياسية القوة الكامنة بداخلها و اعتمدت على الله سبحانه و تعالى ثم على ما لديها من امكانيات متاحة قبل ان يصعب عليهم امكانية اتباع خطوات الحلول.