لانبالغ ان قلنا نحن معظم الجيل الذي حضر وشهد اواخر فصول دولة الجنوب التي كانت قائمة ذات يوم اننا اكثر حنيناً للماضي وتعلقاً به فلا استطعنا ان نتقبل وضعنا الجديد الذي عشناه بعد العام 1990م ولا نحن استطعنا ا----ن نقطع مع الماضي ونتجاوزه لذلك فالبحث عن اولئك القادة الذين صنعو لنا ذلك التاريخ الذي لطالما تفاخرنا به الامم والاقوام التي اتت بعدهم على حد سوا فقد اتى هؤلاء بما لم يستطعه الاول على قوله احد الشعراء لذلك يصبح البحث عن هولا القادة كمن يبحث عن نفسه عن حياته عن دنيته .... فكان بحثنا عن صاحب السلطة الاعلى في تلك الدولة فخامة الاخ الرئيس علي ناصر محمد امين عام الحزب الاشتراكي ( الحزب الحاكم ) ورئيس هيئة رئاسة مجلس الشعب الاعلى في الجنوب يعد منتهئ بل واكثر ممانتمناه وفوق مانتمناه فكان اعطائه الفرصة لنا الالتقاء به والحظوة بالجلوس معه والاستماع إليه هو بمثابة تحقيق لتطلعاتنا تلك ويعد شرف لنا مابعده شرف .
وفي الطريق إلى محل اقامة الرئيس الذي يقع على ضفاف نهر النيل في الموقع الذي يسمى البحر الاعظم الذي يقع في احد احيا القاهرة مر بي سريعاً شريط ذكريات لم تنمحي من مخيلتنا ابداً عدت إلى عدن عندما كنا نتحلق حول التلفزيون لنرى مع والدي واخوتي ومن يكون معنا حاضراً في منزلنا نشرة الاخبار التي كنت لا افهم لماذا نتحلق امامها ونشاهدها وننصت لها بكل جوارحنا حتى وان كنا حينها غير مدركين او واعين لمايقوله المذيع الذي يقراءها في طقوس يومية لا اذكر اننا تخلفنا يوماً عن حضورها حتى في ظل غياب والدي واتذكر كيف كانت الاصوات تتعالى بين والدي وبين بعض الحاضرين من اقربائنا وبعض اصدقائه عندما يضاف في النشرة لاسم الرئيس علي ناصر محمد صفة ( قائد الحزب والدولة ) فبعضهم كان مؤيد لتلك الصفة وبعضهم كان معارض وكثيرا ماكانت تفضي تلك النقاشات للاشي ... تذكرت في الطريق نحو اقامة الآخ الرئيس معظم مراحل حياتنا التي مضت في عهد الرئيس علي ناصر ورفاقه من الذين معه ومن الذين اتو من بعده فكان وبغض النظر عن الاخطاء القاتلة التي ارتكبت من قبل جميع الاطراف يبقى خير العهود عهده ولو قدر له ان يستمر لكان تغير وضعنا ولما وصلنا لما وصلنا إليه اليوم ففي عهده ونحن في مراحل طفولتنا حصلنا على افضل تعليم وعندما نمرض نحصل على افضل نظام صحي وفي قمة الاضهاد الذي يعيش فيه جيراننا في الشمال حصلنا على افضل حرية اجتماعية وفي عهده وعهد ذلك النظام بشكل عام لم يكن السكن ولا الوظيفة مشكلة بالنسبة لاي احد من السكان وطوال عهده والعهد الذي اتى من بعده وحتى العام 1990م لا يوجد شي اسمه فقر ولا صعوبة في توفير الغذاء للناس اذ لم يكن هناك في الجنوب ولو اسرة واحدة تبيت بلا غذا ولا ماوئ ولا يوجد حتى جائع واحد . وبينما مازلت مسترسلاً في شريط الذكريات لم افق إلا على صوت صديقي احمد العبد الحاج الشخصية الاجتماعية المعروفة الذي كان يجلس في المقعد الامامي للسيارة التي اقلتنا نحو موقع الآخ الرئيس يخبرني باننا قد وصلنا لنهاية مشوارنا ليقطع علي حلماً وددت لو انني لم انتهي ولم افق منه ولم يخفف من وقعه علي سوى انني سالتقي قائد الحزب والدولة بطل ذلك العهد واحد ابرز صانعيه واننا سنلتقي شخص كم وددنا ان نلتقيه وانتظرنا الوصول اليه ولاجل هذا اللقاء طويلاً .
ان الحضوة بلقاء شخص كالاخ الرئيس علي ناصر محمد امر له من ألاهمية الكبيرة في نفوسنا فهو بمثابة فرصة تاريخية بالنسبة لنا لرؤية الرئيس عن قرب واي رئيس رئيس كبرنا معه وفي عهده شهدنا افضل طفولة ولكم ان تتخيلو كيف سيكون لقاءك شخص تعلقت به وله في نفسك مكانة ومهابة فكانت لحظات هذا اللقاء هي من افضل الاوقات التي عشتها في حياتي فعندما تجلس مع الرجل تشعر انك تقف امام قامة وطنية باسقة وشخصية فريدة من نوعها وجدناه رجل صافي الذهن يتمتع بذاكرة قوية حتى انك تذهل عندما تجده يذكر ادق التفاصيل ويتنقل من حدث إلى حدث غير ان الاهم من كل دلك وبالرغم من بعده المكاني عن وطنه تجد الوطن حاضراً فيه ويعيشه بكل لحظاته لم ينقطع او يغب عنه إطلاقاً ... عندما تلتقيه تجد فيه عبقات الماضي الجميل وترى فيه الحاضر ومن خلاله نستطيع ان تستشف المستقبل رجل حكيم وصاحب فكر واضح ورؤية اوضح وله نظرته وفلسفته في الحياة وان اختلفت معه في بعضها مثلاً فانك لا تملك إلا ان تحترمها .
وختاما وان افرد لنا الآخ الرئيس علي ناصر محمد في لقائنا به وقتاً لا باس به مقارنة بمشاغلة وارتباطاته فان هذا الوقت لم يكن كافياً لنعلم ونلم ونعرف منه عن كل مانريد معرفته فمازلنا بحاجة إلى لقائه مرة ثانية لنفهم اكثر وكم نتمنى ان يسمح لنا وقت وظرف الاخ الرئيس باعطائنا فرصة ثانية .... حفظ الله ناصر وحفظ من تبقى من رفاقه ورحم اولئك الذين غيبهم الموت واصلح الله البلاد والعباد .