الفقر ينهش في الناس ليل ونهار والحكومة والمجلس الرئاسي أو (مجلس الشيبان الثمانية) في سياحة يومية تجدهم إما من محافظة لمحافظة أو من دولة لدولة ومن فندق لفندق، وموائدهم فيها ما لذ وطاب، والأخضر رفيقهم كل يوم، وأولادهم لا نعلم أين يعيشون فلا نراهم في مدراسنا ولا في جامعاتنا، ومعنا في كل دولة سفير ومعه جيش من الموظفين من غير المسجلين في الكشوف ولا يظهرون، ونحن في الوطن منهم مش مستفيدين.
وسلطتنا المحلية مشغولة بمشاريع الطرقات في الجبال والهضاب وكواسر الأمواج على السواحل والشطآن وتجدهم في كل وادٍ يهيمون لا نعلم عن ماذا يبحثون وذا سقط بيت تجدهم أول الواصلين جزاهم الله عنا كل خير، والشيخ عمرو في الهضبة مع صحابه البدوان كل يوم وهم في تصانيف، وفد رايح ووفد جاي، وكلهم من الدولة يستلمون الرواتب والحوافز والامتيازات ونحن نتفرج مع المتفرجين.
اما الموظف الحكومي المسكين، دايماً في هموم كل يوم وهو يصارع الفقر اذا وفر حق الرز ما حصل حق الصيد، وإن توفر حق الدقيق ما قدر يشتري (السليط) حتى أصبح هو والجوع أصحاب، وإن زاره المرض انكشف حاله، (فارش العمامة) يشحت ويستجدي، وغيره يستلم بالسعودي أو الدولار، وهو مساهن الريال اليمني المريض الذي كل يوم حالته الصحية في تدهور وانحطاط، ما حصل حد يعينه وقت الصعاب، وأصبح اليوم ما يلبي حتى حق الراشن الشهري للموظف الحكومي التعبان.
ولحل الجوع عند الموظف المسكين عليكم بفتح في كل مرفق حكومي (دكان) مهمته توفير سلة غذائية بسيطة مكونة من (الرز والدقيق والزيت والسكر) وإن شي من عندكم زاد (جزاكم الله ألف خير) بحيث يدفع الموظف نصفها، والنصف الثاني يتحمله ولاة الأمور الذين في الساحل والوادي والهضبة أو الذين هم في الثغور (الرياض والقاهرة وأبوظبي واسطنبول)، وبهذا ستساهمون في مكافحة الفقر والقضاء على الجوع وسوء التغذية عند موظفي القطاع الحكومي الذين أصبحوا اليوم أكثر شريحة تعاني من الفقر فعاملوهم حتى مثل الفئات الضعيفة في المجتمع.