آخر تحديث :الأحد-22 ديسمبر 2024-07:30م

لا أدري لماذا ينزعج الأحرار من مواقف العبيد المخزية ؟

الأحد - 20 أكتوبر 2024 - الساعة 09:52 ص
د. سعيد سالم الحرباجي

بقلم: د. سعيد سالم الحرباجي
- ارشيف الكاتب


تابعت كغيري من رواد وسائل التواصل الاجتماعي الكم الهائل من الهذيان ، والبذاءة ، والتفاهة ، والسفاهة ، والشماتة التي أبداها كثير من ساقطي الأخلاق ، ولاعقي أحذية أسيادهم ....وهم يتندرون ، بل ويتلذذون بمقتل البطل المغوار ( يحيى السنوار ) .


وبالمقابل تابعت ردود بعض الناشطين الواقفين في خندق المقاومة وقد كلفوا أنفسهم عناء الردود لتلك السفاهات ، وربما أنزعج البعض الآخر ، واعتصر الألم قلوب آخرين ..


في الحقيقية أنا لست منزعجاً كثيراً لحال أولئك وهؤلاء...

ذلك أنَّه من الطبيعي ، بل ومن الطبيعي جداً جدآ أن تصدر تلك المواقف المخزية ، وأن يفرح عديمي الشرف من موت الشرفاء.


ففاقد الشرف يتمنى أن يكون الناس على شاكلته حتى لا يعيب أحد على أحد ، ولا يتميز أحد على الآخر .


ولهذا هو يبغض كل شريف حر ، ويكره كل وطني غيور على وطنه ، ويسخط على كل مخلص يناضل لانتزاع حريته ، وينزعج من كل ثائر يرخص حياته في سبيل طرد المستعمر عن بلاده ..


وكل ذلك السخط ، وكل تلك الدناءة مرجعها.... ثقافة العبودية التي رضعها من ثدي أسياده ، ومصدرها فكر الانحطاط الأخلافي الذي غُذِّي به ، ومنبعها سلوكه المنحرف الذي تتلمذ عليه .


فهؤلاء الناعقون ...

لحوم أجسادهم نبتت من فضل أسيادهم ، وشحومهم التي اعتلت على لحومهم هي من عطاء قادتهم ، وهم يتقلبون في ترف النعيم من جود موجهيهم......فأصحبوا عبيداً أذلاء يوجههم الكفيل متى شاء ، وكيفما شاء ، وحيثما يشاء .


إنهم منزوعو الشرف ، مجردون من الوطنية ، منسلخون من قيم الأمة وأخلاقها ، لا يمتون إلى الإنسانية بصلة !!!


فلا غرابة بعد ذلك كله .... أن يقفوا في خندق أعداء الله ، وأن يشاركوهم نشوتهم ، وأن يحزنوا لحزنهم ، وأن يفرحوا لفرحهم ، وأن يبادلوهم تهانيهم .

فتلك المواقف المخزية التي

تصدر منهم ليس بمستغربة


فهذه هي حقيقتهم ، وهذا هو الدور المناط بهم حسب التوجيه ، وهذا هو واجبهم نحو أسيادهم ...وكل ذلك متوقع أن يصدر منهم .


هكذا شاءت أقدار الله أن تحصل مثل هذه الهزات الموجعة لقلوب الشرفاء....كي تتبين الصفوف ، ويتميز الناس ، وتتضح الصورة ، وتتكشف المواقف ، ويتعرى العبيد .


فيا هؤلاء..

متى كان الدافع عن الشرف منقصة ؟

ومتى كان استرخاص النفس في سبيل الحرية مجالاً للتندر ، والسخرية ؟

ومتى كان قتال اليهود المغتصبين للمقدسات ، المنتهكين للمحرمات عيباً ؟


لا أعتقد أنَّ شخصاً لديه ذرة من ضمير ، أو مسحة من حياء ...أن يعيب على من يقاتل أعداء الله الذين لعنهم الله في كتابه !!!؟


كل الشرائع السماوية ، وكل التشريعات الأرضية....

كفلت للإنسان أن يقاتل لأجل انتزاع حرية ، وأن يقدم كلما يملك في سبيل طرد المستعمر الذي احتل أرضه .


والأهم من كل ذلك ...

ما شأن العبيد أن يتكلموا عن من استرخص نفسه ، وجاد بروحه ، وضحى بحياته ....لأجل حرية شعبه !!!؟؟


ذلك صقر حلق بروحه في السماء.....فسمت نفسه عن تفاهات الدنيا وقدمها ثمناً لحريته ...

وأنت ، أنت أيها العبد الطائع لأعداد الله .....دودة هزيلة تلهث عن الفتات المتساقط من موائد اللئام !!!؟؟


فكم هو شرفاً لك أبا إبراهيم أن ينتقص من حقك عديمو الشرف ، منزوعو الأخلاق !!


لقد سجل التأريخ أنه لا يخلد إلا العظماء ، ولا يوثَّق إلا بطولات الشجعان ، ولا يرقم إلا مآثر الكبار .


فانعقوا كما يحلو لكم ....فهذا شأن العبيد .

أما قافلة الأحرار فسوف تواصل مشوارها حتى نهايته .


فنم أيها البطل المغوار قرير العين ....فرجالك سوف يواصلون مشوارك حتى يتحرر الأقصى من دنس اليهود .


نم ....

فلا نامت أعين الجبناء.