هناك من هم محسوبون على الصحافة والإعلام ممن سقطوا في بحر المال وشهوته، فباعوا ضمائرهم وأخلاقهم وعروبتهم ودينهم.
وانجروا خلف تلك الريالات البائسة التي تصنع مجدًا مؤقتًا، وأصبحوا مجرد أدوات وإمعات تنفذ دون أن تناقش، وتهذي بما لا تدري.
هذه الفئة التي حادت عن الصواب، والتي إن جاز لنا التعبير أن نسميها، فأقل توصيف يمكن أن نطلقه عليها أنها شرذمة ضالة لا يُرجى منها خيرٌ ألبتة.
طالعنا يوم أمس لبعضهم طلاسم وقصاصات حقيرة ودنيئة وتافهة، تتشفى بإخواننا في غزة وتتلذذ بما يحدث لهم، وبما يحدث لقادة المعارك منهم الذين قضوا نحبهم.
هؤلاء الذين سقطوا هذا السقوط المدوي في قضية الأمة العربية والإسلامية أكدوا قطعًا أنه لا خير فيهم لأوطانهم على الإطلاق، مهما تغنّوا بذلك أو ادّعوا هذا الأمر. باعوا الوهم للبسطاء بدفاعهم عن الأوطان ومطالبتهم بالحقوق المسلوبة.
كيف لك أن تثق بإعلامي أو صحفي أو ناشط يُباع في سوق النخاسة بدراهم معدودة، مقابل أن يتنازل عن شرفه ودينه وقضيته الأم، ويبيع كتاباته وأحرفه وضميره لأسياده الذين لا دين لهم ولا ذمة؟
هذه الفئة التي تدّعي الثقافة والوطنية زورًا وبهتانًا، وتتنازل عن أسمى أهداف الأمة العربية المسلمة، قد انسلخت تمامًا من كل ما له صلة بالعروبة والدين، ولم يبقَ منهم إلا أدمغة خاوية عشعش فيها المال وعبودية الأسياد.
مستاءٌ جدًا من أولئك الذين اختلفنا معهم يومًا ما على بيع الوهم والضحك على الذقون، ولكن لم أتوقع أبدًا أن يصل بهم الأمر إلى الانسلاخ من الدين والعقيدة وموالاة الأعداء بالتأييد المبطن أو المباشر.
سحقًا لتلك الأقلام الرخيصة المبتذلة التي باعت دينها بعرض من الدنيا قليل، وارتضت أن تصبح أدوات رخيصة بيد أسيادها الذين اشتروها بأموالهم، وصنعوا منهم أبطالًا ورقيين، وهم في الأصل أشباه الرجال..