آخر تحديث :السبت-21 ديسمبر 2024-08:47م

عدن بين مطرقة اكتوبر وسندان نوفمبر

الجمعة - 18 أكتوبر 2024 - الساعة 10:05 ص
عبدالكريم الدالي

بقلم: عبدالكريم الدالي
- ارشيف الكاتب




الثورة اي ثورة في اي زمان ومكان تعتي كفكرة نظريا  ، عمل وطني عظيم وجليل لصالح الاوطان والشعوب والسيادة الوطنية ، واهداف اي ثورة الاستقلال والحرية والعدالة والمساواة والحياة الكريمة في ظل دولة نظام وقانون بغض النظر عن الزمان والمكان ،،،،،،،،   فهل حققت ماتسمى بثورة  14 اكتوبر لعدن  اي هدف من هذه الأهداف ؟؟؟!!! .

في الحقيقة الدي تحقق من 14 اكتوبر بالنسبة لعدن  استقلال ضائع في نوفمبر 67م  ، نتج عنه  اقتتال  مناطقي على السلطة بين الإخوة الأعداء  ، وجعلوا من عدن ساحة لهذا القتال ، لأن الكل ارتضوا أن يكونوا مجرد اذواة بيد الخارج ،  بغض النظر عن الشعارات التي كانت ومازالت تردد للمزايدة والتضليل السياسي ،،،،،،، وهكذا ماتسمى ثورة 14 اكتوبر  اصبحت في أرض الواقع  مجرد عنوان  ،  والاهداف ليس أكثر من شعارات للمزايدة والكدب والتضليل السياسي  ، فهنا كان الفشل في تطبيق فكرة الثورة وأهدافها ومباذئها  ،،،،،،،، وهكذا فإنه  بالنسبة لعدن ماحققته لها ماتسمى ثورة اكتوبر63م هو استقلال ضائع في نوفمبر 67م بتحايل بريطانيا مع الجبهة القومية على القرار الاممي لاستقلال مستعمرة عدن واليات تنفيده التي تهدف تسليم الاستقلال لابناء عدن من خلال انتخابات  مجلس تشريعي ينتخب حكومة عدنية جديدة لاستلام استقلال عدن ، وكان  الاستقلال الضائع من نتاج نفس ألعقلية الحاقدة على عدن وابناء عدن التي زورت التاريخ وجعلت من حادثة 14 اكتوبر الفردية للشهيد لبوزة الدي رفض تسليم سلاحه الشخصي بعد عودته من مشاركته في الدفاع عن صنعاء في حصارها ، فجعلوا من هذه الحادثه الفردية ثورة عدن والجنوب ، حتى لايكون الاعتراف بأن اندلاع الثورة كان من عدن من خلال  قنبلة المطار التي ألقاها ابن عدن عبدالله حسن خليفة ، والتي كان لها صدى كبير محليا ودوليا وافشلت انعقاد المؤتمر الدستوري الاول وكذا افشال العديد من مشاريع  بريطانيا في المنطقة  ، وهنا تتجلى فضيحة الجبهة القومية  بتزوير التاريخ باعتبارها كانت المنتصر بالحرب الأهلية الثانية في 67م بدعم بريطاني ، وهكذا المنتصر يزور كتابة التاريخ .

في الحقيقة كان 14 اكتوبر بالنسبة لعدن يعني استباحتها واغتصابها أرض وثروة تحت مسمى عاصمة من خلال بوابة الاستقلال الضائع في 30 نوفنبر 67م ، والمعروف ان عدن مدينة ميناء لايمكن تكون عاصمة سياسية الا انهم عملوا منها عاصمة سياسية  لغرض استباحتها واغتصابها أرض وثروة وهذا الحال مازال إلى يومنا   ، كما ان من يوم  الاستقلال الضائع 30 نوفمبر نصبت المشانق وفتحت السجون والمعتقلات ونشطت عصابات الجبهة القومية للتصفيات الجسدية ضد ابناء عدن فكانت الاغتيالات واخفاء الكثير  ، كما كان التشريد القسري للخارج لأبناء عدن من مختلف الاجناس والاعراق والاديان والطوائف والمذاهب ،  وتم نهب وسرقة املاكهم  واموالهم وبيوتهم بالظلم وقانون تأميم جائر ، غير ماكان من  فصلهم من الوظائف القيادية مدنية وأمنية مع حرمانهم من الراتب ومستحقات  نهاية الخدمة ، والقلة الذين بقوا وهم اليوم الاقلية في عدن تم حرمانهم من حقوقهم السياسية والمدنية وحقهم في ادارة مدينتهم والحفاظ على امنها  ، كما ان للهوية العدنية نصيبها في الظلم فنفذت ضدها سياسة الطمس والالغاء والتهميش والنكران .

وبسبب صراع الاخوة الأعداء على السلطة من منطلق من سيطر على عدن حكم الجنوب  اصبح الظلم والبغي والطغيان لسلطة أمر الواقع المفروضة على عدن بدلا من الحرية والعدالة والمساواة واصبح يعيش المواطن حياة الذل والفقر والمرض وغلاء الأسعار والراتب الزهيد ، واللا خدمات لا صحة ولا تعليم ولا نظافة ولا اتصالات  ،   فأصبحت عدن (أرض شعب هوية ) في اسواء حال بعد 14 اكتوبر 1963م والاستقلال الضائع في 30 نوفمبر 1967م ، في حين شهدت عدن قمة الاستقرار والتطور والمدنية في ظل حكمها والحفاظ على امنها من قبل ابناءها قبل الاستقلال الضائع  .

لذلك اذا اردنا تغيير الواقع نحو الأفضل علينا أولا تصحيح كتابة التاريخ ، من خلال مواجهة الحقيقة بدلا من دفن الرؤوس بالرمل مثل النعام للهروب من مواجهة الواقع  ، ومتى ما كان هناك مواجهة للحقيقة سوف تتجلى بوضوح للجميع  حقيقة الظلم والبغي والطغيان المفروض على عدن من خلال سلطة امر واقع مفروضة قسرا على عدن ( أرض شعب هوية )  بمطرقة ماتسمى ثورة  14اكتوبر 63م وسندان الاستقلال الضائع في 30 نوفمبر 67م  .


عبدالكريم الدالي