وأخيراً ارتقى أبو إبراهيم شهيداً مقبلاً غير مدبر ، ولقي الله وهو على صهوة جواده ، ممتشقاً سلاحه ، لابساً لآمة الحرب ، متقدماً صفوف جيشه ، غير هياب لمنايا الموت .
فيالك من قائد عظيم !!!
إنَّه يحيى السنوار ...
له من إسمه نصيب ، أخذ المهمة بقوة مستلهماً قوله تعالى ( يا يحيى خذ الكتاب بقوة ) فكان قوياً في الحق ، قوياً في مواقفه ، قوياً في آرائه ، قوياً في أفكاره ، قوياً في أداء واجبه ، قوياً في ميدان معركته ، قوياً في كل مهمة توكل إليه .
أدار الملف العسكري بكل مهنية ، وأدار الملف الاستخباري بكل جدارة ، وأدار الملف السياسي بكل اقتدار ، وأدار الملف التربوي بأكمل صورة ...وهذه الصفات قل أن تجد في قائد سواه !!
لقد كان نجماً متألقاً في زمن عقمت أرحام النساء أن تُنجب مثله ، أو أن تلد شبيهه ..
أعاد للأذهان صورة بطولات الفاتحين ، وأحيى في الأمة روح المقاومة ، وأشعل في نفوس الأحرار جذوة الجهاد ، وأوقد في قلوب الشباب
حب الاستشهاد .
لقد كان نسيجاً من عالم آخر ...
قل أن تجد له نظيراً في هذا الزمن الأغبر .
فلله درك أيها البطل المغوار !!
أقمت العالم على رجل واحدة ، فأنصت لنبأ استسشهادك مليارات البشر ، أصبح اسمك يتصدر كل وسائل الإعلام ، وأمسى خبر موتك
حديث السمار ، وتردد اسمك على ألسنة الناس آناء الليل وأطراف النهار .
فيا له من شرف عظيم !!
لقد أتعبت الصهاينة والمتصهينين ( حياً وميتاً )
حتى نبأ موتك سمعه النت ياهو ، ومتصهينو العرب ، وخريجو جامعة تل أبيب الإسلامية ( بطعم العلقم) فلم تدع لهم جنباً ينقلبون إليه...
قُتِلت وأنت شاهر سلاحك ، ثابت في مقدمة الصفوف ، بينما قال عنك كل هؤلاء الجبناء ( أنك مختبيءُ كالفأر في جحره)...
فهذا شرف لك ولمشروعك ، ولأفكارك ، ولأتباعك ، وشرف لكل أحرار العالم .
لقد أصبحت أيقونة الأحرار بلا منازع ، ورمزاً للثوار بدون منافس ، وملهماً للأمة بلا مواربة ...
ألجمت أفواه علماء دين خريجو (جامعة تل أبيب الإسلامية) بألف حجر ....فصاروا كالمعتوهين يتحدثون عنك بأقبح الأوصاف ، ويظهرون فرحهم بموتك كفرح إخوانهم الصهاينة الذين ارضعوهم فكرهم الخبيث في جامعتهم المشبوة فكانت النتيجة..... هذه المواقف المخزية لكثير ممن يعتلون منابر رسول الله !!!!
فلا غرابة أن يقفوا اليوم في خندق إخوانهم الصهاينة في الفكر ، والمعتقد ، والسلوك ... فهذه هي حقيقتهم .
فلك منا ( أبا إبراهيم ) كل الشكر ، والتقدير ، والثناء ، ويكفينا أن موتك قد ميَّز الصفوف ....
فرسمت خطين لا ثالث لهما ،وحددت طريقين لا خيار غيرهما ، فليس هناك منطقة رمادية على الاطلاق ..
فهناك حق ، وهناك باطل .
فشرفاء الأمة سيقفون مع الحق...
ومتصهينو العرب ، والمسلمين سينحازون إلى جانب إخوانهم من اليهود ، والنصارى....وهذه نتيجة طبيعة ، وأمر مُتوقع ، ومواقف بديهية .
لقد أخطأ النت ياهو عندما فرح بموت السنوار...
وما درى الغبي أنه قد صب الزيت على النار ، ورمى الجمرة في الهشيم ، ونفخ بفيه الرماد المستكين.
لن يوقف عجلة الحرية..... موت قائد ، ولا ذهاب عظيم ، ولا فقد بطل ...
بل على العكس من ذلك ...
فموت هؤلاء الشجعان إلهاماً للأمة ، وشحذاً لهممها ، ووقوداً لسيرها ، وحافزاً لاستكمال طريقها .
فنم قرير العين أبا إبراهيم...
فلا نامت أعين الجبناء.