الذي ساكتبه في هذه السطور السريعة واقع وحقائق وجدتها في عاصمة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية سابقا عدن الحبيبة بعد غياب تعدى ١٣٥ يوماً عنها كنت فيها بمصر العروبة.
وصلت مساء أمس الأول الجمعة مطار عدن الدولي ووجدت استقبال محترم من كوادر المطار ورجال الأمن بقيادة المدير المحترم العميد عبدالله كرعون. كنت مشتاق لعدن وكل الوطن ولاسرتي الصغيرة اولادي واحفادي واهلي . صباح اليوم التالي زرت اخي الاكبر الغالي الدكتور ناصر مقراط في منزله بخور مكسر الذي يعاني من ظروف صحية منذ نحو عام . اسأل المولى عز وجل أن يشفيه بعد الاطمئنان عليه اتجهت إلى المدينة القديمة كريتر لإيصال علاج زراعة الكلى لاحظ الاسر العدنية. مريت سوق الطويلة والى سوق السمك بصيرة طبعا على ضفاف البحر . ذهلت حين وجدت سعر الكيلو الثمد ٨ آلاف ريال أما الديرك والبياض وغيره بأسعار الذهب . وفي سوق الخضار كان الطماط ب٣٠٠ الآلاف . لكني قررت مقاطعته .. سألت عن سعر العملة وعرفت أن الريال السعودي تجاوز ٥١٧ وهذه الكارثة. سألت عن رواتب العسكريين لشهر سبتمبر الماضي كانت الإجابة ومن البنك المركزي أن شاء الله ستفرج . واكتب هذا المقال عشية عيد ثورة ١٤ المجيدة قد ينشر في أول ساعة فجر لثورة ..
حسناً رأيت أوضاع الناس البسطاء منهكة ومشاهد محزنة والله سرني الكثير ان أسر عزيزة في عدن بالكاد تتناول وجبة واحدة بسيطة يومياً وهناك اطفال ونساء وشيوخ مرضاً عاجزين عن شراء الدواء داخل بيوتهم . هناك موت يومي بسبب سوء التغذية وانعدامها . لاحد يعرف ذلك إلا من اقترب من بيوت ناس عدن الطيبين في المدن والاحياء. لكن بالمقابل هناك فئات وقيادات ومسؤولين يعيشون غناء وثراء فاحش وحياة بذح استفادوا من الحرب والأوضاع. وهذه نتائج الحروب والأزمات وتجارها المستفيدين.. اقسم بالله أنني شاهدت ضابط امن قديم يجوب في أكثر من مكان لأخذ مخلفات المعلبات والمياه لكي يبيعها بمبلغ قد لايفي بقيمة الروتي والفاصوليا لأولاده طوال يوم .. طبعا أنا لا اكذب وقد قسمت .. هكذا وجدت عدن الغالية على قلبي. وحال الناس ..
في مقيل القات يناقش الحاضرين أوضاعهم ويخشون من المأساة جراء سقوط العملة التي أجزم أنها على مشارف الانهيار..
قرأت قبل قليل منشور خفيف أن حكومة بن مبارك ستجتمع لمناقشة تدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي المأساوي. وان هناك قرارات بشأن البنك المركزي. اجزم أن عرقلة قرارات محافظ البنك الاستاذ القدير احمد غالب المعبقي بسببها قدم استقالته ومازالت معلقة كانت ستحافظ نسبيا على صمود العملة . لكن المؤكد أن مناطق الشرعية المحررة هي محاصرة بشكل ممنهج لتركيع الشعب والحكم عليه بالموت البطيء إذا لم يتدخل التحالف العربي لإنقاذ مايمكن إنقاذه فإن الأيام المقبلة تنذر بمأساة إنسانية مريعة ..
على الأقل يسمحون بفتح الموانئ والتصدير وضخ معونة سريعة لتراجع انهيار الريال اليمني ..لكم الله ايها الشعب الجبار الصامد الصابر في وجه المأساة ولانامت عيون من أوصلنا إلى النفق .. حتى نلتقي وإياكم عيدكم سعيد وللحديث بقية سلااااااااااام