في ملاعب مديرية طور الباحة بمحافظة لحج، سطع اسم "صبري العوجري" الذي يبلغ من العمر جالياً 45 عاماً ، كأحد أبرز المواهب الكروية السابقة التي جذبت الأنظار، خاصة في مركز الجناح الأيمن. بفضل سرعته الكبيرة وتسديداته الحاسمة، كان العوجري لاعبًا حاسمًا، يسهم في انتصارات فريقه بحماس لا يُضاهى. إلا أن الإصابات والظروف الاقتصادية حالت دون استكمال مسيرته الرياضية، لتطفئ نجوميته في وقت مبكر.
بداية متألقة من معبق
بدأت رحلة العوجري الكروية في منطقة معبق بمديرية المقاطرة، حيث أظهر موهبة استثنائية في البطولات المدرسية. وفي إحدى المباريات النهائية بمعهد الإنقاذ العلمي، لفت الأنظار بتسجيله هدفًا مذهلًا من منتصف الملعب، ما أكد موهبته وأعلن عن ولادة نجم جديد في سماء الكرة الشعبية.
التألق في طور الباحة: الجناح الأيمن الحاسم
بعد انتقاله إلى طور الباحة، استمر العوجري في التألق كلاعب جناح أيمن، ليصبح قوة لا يُستهان بها في فريقه. قاد فريق الثانوية إلى تحقيق بطولة المديرية وهو في عمر 17 عامًا، قبل أن ينضم إلى فريق الاتحاد الرياضي. تحت إشراف المدربين منصور سيف وعبده سعيد، أصبح العوجري لاعبًا محوريًا، مستعينًا بسرعته الفائقة واختراقاته القوية لدفاعات الفرق المنافسة، ليحقق لفريقه انتصارات متتالية. هذا التألق لفت انتباه نادي السلام الرياضي الذي ضمه إلى صفوفه تحت قيادة المدرب عبده سعيد والكابتن ياسر عبده نعمان.
المثل الأعلى: محفوظ الزنيط ووسام نعمان
على مدار مسيرته، كان "محفوظ الزنيط" مصدر إلهام كبير للعوجري. فقد اعتبره لاعباً ساحرًا في الملاعب المحلية، بفضل مراوغاته البارعة وأهدافه المذهلة. كان الزنيط مثله الأعلى، وتمنى السير على خطاه لتحقيق نجاح مماثل. إلى جانبه، كان اللاعب وسام نعمان سعيد أيضًا نموذجًا للعوجري، وهو الآخر مثّل قدوة كبيرة له في الملاعب.
الإصابة: النقطة الفاصلة
رغم تألقه، جاءت اللحظة التي غيّرت مسار حياة العوجري في مباراة ضد فريق أهلي عبود، حيث أصيب إصابة خطيرة إثر اصطدام بحارس المرمى. هذه الإصابة أبعدته عن الملاعب لأربعة أشهر، ومع كل المحاولات للعودة، إلا أن تلك الإصابة كانت النقطة الفاصلة التي أوقفت مسيرته المبكرة.
التحديات الاقتصادية والابتعاد عن الملاعب
لم تكن الإصابة وحدها ما أوقف مسيرته، فقد كانت الظروف الاقتصادية الصعبة سببًا رئيسيًا في تراجع حلمه. الفقر والبطالة أجبرت صبري على التخلي عن الكرة والهجرة للبحث عن فرص عمل، ليكون القرار الأصعب في حياته، إلا أنه كان ضروريًا لمواجهة متطلبات الحياة القاسية.
العوجري: رمز للإصرار وداعم للشباب
على الرغم من ابتعاده عن الملاعب، لم يفقد العوجري شغفه بكرة القدم. عاد إلى طور الباحة ليكون داعمًا للشباب، مشجعًا على إقامة البطولات المحلية، ومقدمًا الجوائز التحفيزية. وظل مرتبطًا باللعبة التي أحبها، حتى وإن تغيّر دوره فيها.
إرث لا يُنسى
ستبقى قصة "صبري العوجري" محفورة في ذاكرة كل من شاهد تألقه. جناح طور الباحة الطائر الذي أبدع وساهم في تحقيق الانتصارات، رغم أن الظروف حرمته من إكمال مسيرته. تبقى قصته رمزًا للعزيمة والشغف، ليظل حاضرًا في ذاكرة الرياضة المحلية في طور الباحة.